نخبنا الجنيسة:سبب لعلَلِنا

Photo

في اللحظة التي يحسّ مجتمعنا بأنّ أنامله بدأت تتحسّس و تمسُّ شيئا من رطوبة الوعي بالرّاهن و نفحا خالصا و فريدا من عبق مُذكّى يستثير مستقبلاته الشمّية...في هذه اللحظات الفارقة تظهر النخب على الهضاب و التلال و الأودية و القلاع... كي تؤدي دور القديم و المتقادم في الوأد و تتكفّل بإدارة شعبويّة لمساوئ الصراع و التنازع و التناحر على المنابر و الموائد و الإسفلت و استهلاك ما بقي بحوزتهم من ترف و يسار…

و لابدّ لهم من السهر حتّى الإسفار لتحويل ما ترسّب من آمال و أحلام طفوليّة للعامة إلى لفح من مارج من نار و يرسلون عبر ألسنتهم على الإنسجام البادي في المجتمع سهاما ناريّة من لفح جحيمهم كشواظ من نار و نحاس ...و لا بدّ أيضا من إظهار البراعة في فنون التفتيت و التشكيل، تفتيت الموحَّد و تشتيت المجمَّع و تشكيل رسوم سرياليّة لما همّهم من بعد الحداثة المزعومة...يؤدّي كلّ هذا لإضاعة و إهدار فرص ممكنة أخرى و مرّة بعد أخرى على المجتمع الساعي للنهوض من عثراته و التحرّر من لفائف خيوط عناكبه....و تُشاهَد النتائج ظاهرة للعيان خصوصا في الليالي السود عند احتفال النخب، المعطوبة و المفصومة، بأنخابها من البداية لحظة الولوج مرّة أخرى للأنفاق المظلمة و الملوّثة....

فعلّتنا المستدامة ( نكبتنا) ومن عقود تتمحور أساسا في نخبتنا الجنيسة ( بمختلف ألوانها و أشكالها و أحجامها و روائحها و منابتها...)، فإنّهم إذا دخلوا قرية أفسدوا ذوقها و جعلوا أراذلها أسيادا، و إذا دخلوا عرسا تنازعوا مجلسه، و إذا حضروا احتفالا جيّروا بوصلته و نمّطوه، و إذا اعتلوا منبرا شتّتوا غرضه، و إذا شاركوا جماعة طريقا فرّقوا شملهم، و إذا تواصوا عن إرث و موروث أكلوا أغلبه و قسّموا الباقي قسمة ضيزى بين مريديهم، و إذا دخلوا كتلة خمّسوا محصولها و سدّسوه، و إذا دخلوا مزادا استأثروا بالبضائع و المبضوع، و إذا دخلوا انتخاباتًا ثملوا من الثرثرة بعدما وعدوا و قدّموا أعطيات سحتٍ مع تعيير للصوت الإنتخابي بالتثمّين و التذهيب( من الذهب) حتى في حضرة الصمت الإنتخابي ومن بعد التفليس ( بعد صدور النتائج) و في الحالات الغالبة بعد الجلوس على الكرسي النيابي التفريق ( مفارقة الحاشية الأولى و الإنتقال للتربّع في حظوة البطانة الجديدة)، و إذا ما جلسوا على نسيج عنكبوه و تخلّقوه و بَلِيوه، و إذا دخلوا وطنا متجانسا فرّقوه و خالفوه و تخالفوه و طبّقوا عليه أشنع نظريات حتميات الصراع و الطبقيّة و جعلوا من أبنائه، الفئات و الطبقات من عامّة و خاصّة و خاصّة الخاصة ( خاصّة القعدات و الجلسات و التفاهمات في الكواليس...)

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات