شيفرة وطن: ترياق الياسمين

Photo

وطن باتساع الأحلام… يسابق التأسيس، ويسبقه… وطن يصعد قبل صعود سلم البناء… وطن يَصٌعَدُ عنان السماء. عابر للقارات، عابر للأفكار، و لمشاريع الجاهزة و المعلّبة… صانع للشعارات و الرايات… دافع،للتحرر من كلّ الأصفاد و المكبِّلات… مطلق للشهب و الشرارات العابرة للأفاق و المحاور و التحالفات… مرسم، ترسم على جدرانه وهوائه، و مياهه و ثراه، الصور، حدثها و إحداثياتها، و على وُرَيْقات الذاكرة الكونيّة و المُخيَّلات، يُرسَم، ياسمينه و زيتونه و نخيله و قوارصه و عرباته و مركوباته دون وسائط من وكالات، أو قنوات، أو نشرات، أو تجمعات… يطلق للحلم، معنى و العنان، بعد كُمُون، خالته المحاور و الأحلاف و العربان و المرايا المحدّبة سباتا أو موات.

انطلق، متعرجا، أحدث إنفجارات متتالية و ارتدادات متتابعة، في الطبقات الذهنية الإستخباراتيّة المتكلسة ( بأهداب فرنكفونية بلاستيكيّة) ، استمتعت، و لعقود، بحالات شبق من مجامعة الثروات…افترش الوطن، قَبْلاً، أرضا، قاحلة صلبة منجرفة (معدنيا و ثقافيا و سياسيا)،مع صهد لنوع فريد من الجمرات…

توسّد الطغاة و زبانيتهم فيه، خيراته و سجاده، رماله و زيتونه، أعشابه الخضراااااء و تراثه (المادي و اللامادي)، رخام قصوره والأمنيات… حُشِرَ خيرة أبنائه بالرغم من فضائه الرحب، في أماكن معلومة، حُبِسَ الهواء فيها، وقُدِّر الماء فيها بالقطرات… اسْتُبيحَ بقية فضائه، ماءه، هواءه، ترابه و كلأه من بطانة سوءٍ، مارست كهنوتها، على كل المنتجات. أسكنوا، بقيّة الأحياء، سجنا، نما داخلهم، تضخم، واستفحل وجْده فيهم و لم يفارق مآقيهم و سهادهم، حتى كاد، الموت يفنى عشقا…. والسجان بيده الصولجان….. يفرِشُ، سجاده الإسفلتي على هواه، لينقل على الأثير المباشر، كلّ ما تعافه النفوس و الطقوس، أنّ الثروة و الثورة بعد دراستها، حرام عليهم والقبلات.

كبّل الفساد، فطنتهم و أمانيهم و فرقهم الإرشادية… و كبّل أُفقهم، لأنهم حسبوا، الوقوف… المشدوه أمام نسخهم و صورهم، احتراما لهم ،و ذووا الجهالة،تناسوا، أنّ السكون و إن طال،ليس كحالة فيزيائيّة افتراضيّة، بل توقيت مبرمج لاستعداد فطري و تلقائي للخروج المنظَّم عليه، متى، متى، متى… اطمأنّ و البطانة، و اختلوا لسرد الذكريات.

وطننا اليانع هذا ….وطن، للجميع، يُسْكِنُ حلمه و يُسكِّن جراح، من فهم شيفرته و ترياقه الياسميني، وعَلِمَهما… ومن أراد، غيرا من ذلك بملاعبته أو مداعبته، قصد الاستئثار بخيراته و خبراته، أماط له، اللثام عن تواريخ من سبقه ،عندما صفعهم، بعد أن أحسوا، بالضخامة والاستيلاء…. وأخرجهم، ملدوغين، مفزوعين و من مآربهم منسيين، إلى مسارب شتّى و صحاري هشّة…

دام الوطن سالما ومعافى.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات