الأحزاب وشقوقها و ساستها و فتوّاتها و ثوريوها الطهاة و ثوريوها العُصاة و ثوريوها الثقات و ثوريوها العصاميّة و ثوريوها النقاة و ثوريوا الوقت البديل و تجّار المواد الباريسيّة و تجار المواد الصينيّة و التركيّة و أصحاب المحلاّت الموازية و هوّاة الرسم للشأن العام منشغلون بالطواف حول ذواتهم و أجسامهم و يشحذون و يصقلون سيوفهم اللغويّة الصدئة **كَعَبَّاس أحمد مطر** و ينفقون من أجل تذهيبها أعزّ ما يملكون و لو في شكل ومضات إشهاريّة مسبّقة الدفع أو بإلقاء مفاصل و فواصل شعريّة و سجعيّة على منابر الإمتاع و المؤانسة و الشمّ النهاريّة الإذاعيّة و الليليّة التلفزيونية…و التجمّع القديم بربطة العنق الجديدة يتسلّل من جديد لمواقعه القديمة ليحتلّ مفاصلها و زواياها و صناديقها السريّة… و عباس
*****
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دبه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"
( لوقت الشدة)
إذا ، اصقل سيفك يا عباس