كيف تم ذلك في تونس ولماذا!
-تونس ليست الدولة المصنعة لأكثر الأسلحة فتكا ولا هي الدولة النفطية القادرة على شرائها مهما غلت أثمانها. وجيشها لم يخض حروبا عدوانية أكسبته خبرات قتالية ميدانية كما جيوش القتلة.
- تونس لم تلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة بتدمير مدينة بن ڨردان على رؤوس ساكتها ولا رجمتها بالبراميل المتفجرة تحت عناوين فاشية يرفعها القتلة المجرمون باسم لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولم يردد حكامها ثرثرة "عندما يهدد الوطن لا تحدثني عن حقوق الإنسان"!!!
- هجمة الدواعش على بن ڨردان ليست أول جريمة إرهابية تتعرض لها تونس فالارهاب "الداعشي" لم يرتبط بـ "ثورة البرويطة العبرية لنشر الفوضى الخلاقة" كما يهرف مذ عشر تحالف الزغرادة الفاشية وقومجيو الانقلابات العسكرتاجية. بل كانت قد اكتوت به زمن أدلوجة "بالأمن والأمان يحيا هنا الانسان". تلقت تونس ضربة موجعة لرهانها السياحي (الذي كان على حساب اقتصادها الأخضر السيادي) ساعة فجر ارهابيون في عملية غامضة الكنيس اليهودي بجزيرة جربة الأحلام والسلام وأنكر نظام السابع وقوعها لولا كاميرا سائح ألماني وثق بعض لقطات من الانفجار!
كذا تعرض أحد المراكز الأمنية الحدودية الغربية لجريمة مروعة يأبى قلمي أن يطاوعني لتفصيل بشاعتها. وكذا واقعتي مواجهة الارهابيين ببلدة سيدي علي بنعون ومدينة الحمّامات. كلها جرائم زمن منظومة السابع زمن كان حديث الثورة من قبيل الميتافيزيقيا.
إذن أين يكمن سر تونس البنڨردانية!
شاهد العالم مدنيين عزل يبنون جدارا بأجسادهم يحمون ويؤازرون ظهور بني جلدتهم المشتبكين بالرصاص الحي.
وتداول الناس خبر الكناترية (المهربون ليعيشوا على الحدود بين الشقيقتين) يتحولون في اللحظة الحاسمة إلى فدائيي أمن قومي مقدس ويقدمون المعلومة كون سرب رباعية الدفع الداعشي تدنس تراب الوطن.
وشاهد العالم ضابط الديوانة المتمتع بعطلة يتقدم لامتشاق السلاح مع الجيش والأمن دفاعا عن الوطن المقدس....
ولا ضير أن يكون حكام تونس المنتخبون الشرعيون قد طلبوا مدد أصدقاء من ذوي الخبرة والشوكة المناسبة (لا أملك المعلومة لكني أفقأ عيون الأوغاد الذين برروا جرائم البراميل المتفجرة التي أبادت شعب سورية وبرروا احتلالا روسيا فارسيا فاجرا يفاخر بتجريب أسلحته ويباهي وزير دفاع النومونكلاتورا الروسية بقصم ظهر ثورات الشرق الأوسط وشمال افريقيا والعبارة له ويباهي كهنوت يزدجرد الوثني بالثأر من أحفاد معارك مضى عليها أربعة عشر قرنا).
سر تونس في إيمان شعبها ساعتها أن حكامه منتخبون وأنه يعاملهم باعتبارهم موظفين ولا يرتعب منهم باعتبارهم آلهة وثنية.
سر تونس في ثورتها الديموقراطية التي جعلتها في مرمى جاهلية النفط وأبراج الدياثة والتطبيع.
سر تونس في ريادة حلم أمتها وسر التوانسة في ريادة أشقائهم العرب في تحطيم أوثان الطغيان العلمنجي الفاشي والمقاول الممانع والكهنوت المناول والبوط الانقلابي النذل.
لكل ذلك تعاقب تونس منذ عشر ويحطم اقتصادها لتركيع شعبها وترذيل حلمها... لكن القطار لن يخرج عن سكة الحرية مهما عظمت الأكلاف يا أجلاف الجاهلية ويا علوج فرنسا الحروب "الصليبية".
لقد علمتنا حضارتنا هيبة جثمان الميت. لكن كم كانت لقطات شحن جيف الدواعش وابتسامة جيش تونس شافية لقلوب طال حزنها.
سلام سلام سلام مكملين ومش نادمين على درب أجدادنا ووفاء لدمائهم الزكية.
رسالة من تونس إلى أمتها المقاومة.