لم يعرفه عموم التونسيين إلا بعد أربعطاش جانفي 2011 من خلال اطلالات تلفزية في بعض برامج الاثارة عالية المتابعة. تميز بفصاحته العالية وثقة في النفس تطغى على مضيفيه "الهشّك بشّك" وتقزمهم أمامه.
هو كاتب صحفي غزير الانتاج صاحب قلم سيّال، علاقاته ومسيرته مشرقية أساسا… عرف عن قرب كبار زعماء المشرق العربي مقاتلين وحكام وكتب عنهم.
لم يستفد التونسيون من قلمه ولسانه البتارين زمن الهولوكوست النوفمبري، بل بالعكس يتداول رواد هذا الفضاء ما يفيد عكس ذلك.
ترشح في خريف 2011 للمرة للمجلس التأسيسي؛ وسنة 2014 للرئاسية ولم يتسن له الصعود. وهاهو يعيد كرة الترشح لرئاسية 2019 بعد أسابيع قليلة.
يصر على وضع المترشح المستقل وتجاهل ورفض وسم مرشح حركة الشعب التي أعلنت أنها داعمة لترشحه. (نرجسية عالية كأني به يترشح لمجرد الترشح)!!!.
ظهر في بعض البرامج التلفزية متحديا أنه لو كتب له أن يكون رئيس تونس، فإنه قادر على إخراجها من كل أزماتها (يقصد الأزمة الاقتصادية الخانقة) في ظرف ثلاث سنوات فقط. دون أن يبين كيف. خصوصا وأن دستور البلاد لم يعد رئاسويا (كما كان زمني بورقيبة ووزيره المنقلب عليه). مما يجعل خطابه الأبوي المسنود ببلاغة ونبرة وطنية لا يجاريه فيها مضيفوه، محل انبهار لدى جمهور محبط رافض للفطام السياسي مصرا على صناعة رئيس أب منقذ.
مما يجعل خطابه الانقاذي المتجاهل لحدود أدوار الرئيس في توزيع السلطات الجديد بين الرئاسات الثلاث وجمهوره المتشوّف إلى رئيس أب!!!
خطابه الرئاسوي هو نفس خطاب المنظومة (المنخرطة في ترذيل البرلمان) حنينا وتخطيطا لإعادة النظام الرئاسي. يختلف عنهم في المضامين ويلتقيان في مركزية أدوار الرئيس المشتهاة.
لا أراه منافسا جديا لمرشحي المنظومة المافيوزية المسلحين بكل أدوات السطو على الديموقراطية، وإنما فقط ترشحه يضعف رموز الخيار الديمقراطي الاجتماعي الذين يخوضون المعركة عزلا إلا من صدقهم وسط سوق متوحش.
لو وضع ثقله الرمزي إسنادا لمنافس جدي لكان أنفع لهما أثناء الحملة وبعدها إن نال ثقة الناخبين.
غدا مترشح آخر وسفود آخر .