حسب استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مؤسسة فكرية غير حزبية، في سبتمبر 2022، فإن 32% فقط من اليهود الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين، مقارنة بـ 47% قبل خمس سنوات، ويفضل عدد كبير من اليهود الإسرائيليين الوضع الراهن.
على الجانب الفلسطيني، أظهرت نتائج استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في جوان 2023 أن 28% فقط ما زالوا يؤيدون حل الدولتين. وقد أيد نحو 53% منهم الفكرة قبل عشر سنوات، رغم أن 39% فقط اعتقدوا أنها ممكنة.
هذه معطيات ما قبل حرب الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني، وهي تؤكد أن كل الذين يتحدثون عن حل الدولتين من صهاينة وأمريكيين وعرب وفلسطينيين، هم منافقون يكذبون ويشاركون في عملية تضليل تهدف إلى القضاء على حس المقاومة لدى الشعب الفلسطيني ودفن قضيته وحقوقه إلى الأبد.
العودة إلى المفاوضات هي العنوان الذي تريد من خلاله إسرائيل وأمريكا ربط غزة مجددا بسلطة التنسيق الأمني، وإطلاق جولة جديدة من اللقاءات التي لا نهاية ولا هدف لها، لأن أقصى ما يمكن أن تقبل به إسرائيل هو كانتونات ممزقة عل نحو ثلثي أراضي الضفة الغربية تربط بينها طرق سريعة وتثبيت المستوطنين في الضفة الغربية وتعويض الأراضي المسروقة بقطع من صحراء النقب مع شروط نزع السلاح واحتفاظ إسرائيل بحقوق مراقبة كل شيء.
لا أحد يؤمن بحل الدولتين، وحتى الذين مرروا مبادرة الأمير عبد الله سنة 2002، لتصبح بعد ذلك مبادرة عربية لم يصبروا على تحقيق شرط الدولة وسارعوا إلى التطبيع اللامشروط الذي دفن هذه المبادرة التي قال عنها مجرم الحرب شارون حين الإعلان عنها "إنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به".
في قضية فلسطين لا بد من الاختيار بين موقفين؛ المقاومة لتحرير الأرض، أو التفريط في الحق بالمفاوضات مع من لا يؤمن بوجود شعب فلسطيني، ولا يقول بوجود طريق ثالث إلا مراوغ كذاب.