من المهم الانتباه إلى الدور الذي يلعبه مرشحا حمس والأفافاس منذ إعلان النتائج. أولويتهما هي إثبات أن نسبة المشاركة كانت أعلى مما أعلنته سلطة الانتخابات حتى ولو كان ذلك لا يؤثر في النتيجة النهائية للانتخابات، وهذا هو الهدف من مشاركتهما؛ إعطاء الانتخابات مصداقية ومحاولة تجاوز شبح العزوف.
الاستمرار في إنكار الفشل يؤكد أن هذين الحزبين صارا جزء من النظام الذي خرج ملايين الجزائريين إلى الشارع في 2019، وبقوا يتظاهرون لأكثر من سنتين، من أجل تغييره.
ما جرى في هذه الانتخابات فشل كبير للنظام بمفهومه الواسع، فشل لا يمكن تجاوزه بنسج قصص خيالية عن وجود عصب داخل النظام تريد إضعاف السيد تبون، وتكون قد أوحت لرئيس سلطة الانتخابات بضرب مصداقية الانتخابات.
شرفي ليس المسؤول الوحيد الذي يبدو حديثه غير متسق ويقدم أرقاما مناقضة للواقع، فكثير من المسؤولين على مختلف المستويات يقعون في هذا خلال السنوات الماضية، والتصريحات موثقة وفي متناول الجميع.
محاولات إنقاذ نظام وصل إلى حدوده ووضع البلاد في مأزق لن تكون لها إلا نتيجة واحدة هي إنهاء مصداقية وفعالية الأدوات التي يستعملها هذا النظام بطرق مختلفة، وهذه المرة يبدو أن حمس والأفافاس كانا آخر الأوراق التي سقطت وهو ما يعني فقدان آخر قنوات التواصل مع جزء من المجتمع وتأطيره، وأسوأ من هذا كله أن الإصرار على الإنكار يدفع إلى مزيد من الغرق.