الإعلام الغربي المهيمن صار شريكا كاملا في جريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني . تابعت بالصدفة طريقة تناول قناة LCI الإخبارية الفرنسية للمذبحة التي ارتكبها جيش قتلة الأطفال في مواصي خان يونس، تم تقديم الخبر على أنه استهداف لقادة المقاومة، وأحال المقدم الكلمة لصحافية لتقديم نبذة عن سيرة محمد ضيف، قبل أن يربط الاتصال مع مراسل القناة في الكيان الذي كان يتحدث من حيفا.
المراسل Nicolas Rouger لم يقدم اي معلومة منقولة عن مصدر رسمي بل أعاد التذكير بالهجوم وذكر عدد الضحايا ونسبه إلى مصدره وهو وزارة الصحة في غزة قبل أن ينخرط في تبرير الهجوم بالقول إن الجيش الإسرائيلي يتحرك بناء على المعلومات وأن العملية ربما تكون قد حصلت على الضوء الأخضر من نتنياهو وأن المقاتلين يتواجدون في مناطق مأهولة.
كل ما قيل كان ينطلق من معلومة تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية حول استهداف قادة للمقاومة، وقد تعاملت القناة الفرنسية مع الأمر وكأنه خبر مؤكد، وأراد المراسل من حيفا أن يقنع المشاهدين أن التحقق من مقتل محمد ضيف سيكون صعبا وقد يستغرق أسابيع، وهو ما يعني أن مزاعم جيش قتلة الأطفال تبقى ذات مصداقية.
ما غاب في تغطية القناة الفرنسية هو التكذيب الذي صدر عن حركة حماس في بيان رسمي، وكون المنطقة التي تعرضت للقصف الإجرامي هي منطقة آمنة بحسب تصنيف الغزاة القتلة.
بعد ساعة من هذا التناول الإعلامي الإجرامي صدر تصريح عن مجرم الحرب نتنياهو بدا وكأنه نقل حرفي لما كان يردده مراسل القناة من حيفا، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن مراسلي هذه القنوات ينقلون وجهة نظر قادة الكيان، ومهمتهم لا تختلف في شيء عن مهمة القتلة فاقدي شرف الجندية الذين يتسلون بقتل العزل.
لقد تجاوزنا التغطية المنحازة، نحن الآن أمام إعلام مجرم يبرر الإبادة ويشارك في تنفيذها بشكل مباشر.