طرح سؤال على السيدة زبيدة عسول عن مشاركتها في الانتخابات التي يقول البعض إن نتائجها محسومة سلفا فقالت: "ما زلت أقول أن الشروط الموضوعية التي تسمح بمنافسة شريفة وتكافؤ للفرص بين المترشحين غير متوفرة".
رد السيدة عسول يفيد بأنها مقتنعة تماما بأن الفوز في الانتخابات غير وارد لكنها تعتبر أنه لا مفر من المشاركة.
هذا يعني أن حصر محاولة التغيير في المشاركة في الانتخابات هو مضيعة للوقت وعبث، ومن هنا فقد نكون أمام تعريف آخر للعدمية التي أصبحت تهمة تلحق بكل من يعتبر اللعبة الانتخابية مغلقة ولا طائل من المشاركة فيها.
ما تقوله السيدة عسول يلخص بصدق مأزق الأحزاب السياسية ودعاة المشاركة في الجزائر، إنهم يشاركون دون أمل في إحداث التغيير الذي يقولون إنه هدفهم الأول من هذه المشاركة، وسبب هذا التناقض أنهم عاجزون عن القيام بفعل سياسي يتجاوز المشاركة في الانتخابات، وهو أمر يؤكده الغياب التام لكل الأحزاب، دون استثناء، على مدار السنة ثم ظهورها مرة واحدة في موسم الانتخابات التي تحدد السلطة موعدها وتضع قواعد سيرها وشروط المشاركة فيها ( بما فيها شروط تقوم على تفسير القانون وتطبيقه انطلاقا من رؤية السلطة).
العجز الحقيقي في الساحة السياسية لا يتحمل وزره الشعب أو المعارضون للانخراط في لعبة يرونها معروفة النتائج سلفا، بل العجز مسؤولية هؤلاء الذين احترفوا ممارسة السياسة من خلال أحزاب معتمدة رسميا وفشلوا في بناء أي تصور أو مشروع أو اقتراح فكرة للتغيير من خارج لعبة الانتخابات.