أكبر دعم تلقاه الكيان الصهيوني من الأنظمة العربية، بعد التطبيع معه، هو اعتماد التصنيف الأمريكي الأوروبي للمقاومة الفلسطينية ضمن المنظمات الإرهابية.
الأنظمة العربية التي اعتمدت التعريف الغربي للإرهاب فعلت ذلك لضرب كل القوى المعارضة لها الساعية إلى التغيير السياسي السلمي، وفعلت ذلك أيضا للتماهي مع السياسات الغربية وطلبا للدعم السياسي والاقتصادي من الغرب، وهو ما حصلت عليه في معظم الحالات.
المقاومة ليست إرهابا، لكن المطبعين من سلطة التنسيق الأمني إلى أنظمة الحكم المطبعة في المنطقة من القاهرة إلى الرباط، اختاروا اعتماد الحجة الغربية المتهافتة لتبرير تخاذلهم وخيانتهم.
أي مصداقية لبيانات التنديد بالمحرقة عندما تصدر عن متواطئ يضع المقاومة في خانة الإرهاب ويستعجل القضاء عليها تصفية لحساب إيديولوجي؟
إن التعريف الأساسي للإرهاب الذي كان يحقق الإجماع نظريا ينطبق أولا على الكيان والصهيوني وأمريكا، وخلاصة هذا التعريف أن الإرهاب هو استعمال العنف ضد المدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية، ولم يقتل أحد في زمننا هذا من المدنيين بقدر ما فعلت أمريكا وذراعها الصهيونية لفرض واقع سياسي، كان القتل في فيتنام والعراق والصومال وسوريا ولبنان وفلسطين منهجيا وموجها ضد المدنيين بالأساس وباستعمال أشد الأسلحة فتكا وتدميرا.
أولئك الأفراد من حملة صفة "المثقفين" الذين يهاجمون المقاومين الذين يريدون تحرير أرضهم من محتل فاشي مجرم، يختارون خندق الإيديولوجيا وهو خندق يجمعهم مع قتلة الأطفال ويسقط ورقة التوت "الإنسانية" التي كانت تواري جبنهم وتخاذلهم وتواطؤهم.
أول معركة يجب خوضها لنصرة الشعب الفلسطيني، وكل المضطهدين والمستضعفين في الأرض، هي التحرر من عقدة تهمة الإرهاب التي توزعها الحكومات الغربية وفق ما يخدم مصالحها، فغزة حررت الجميع وعرفتنا بمن يكون سادة الإرهاب في العالم بمعايير الغرب نفسه.