منذ بداية الطوفان المجيد وأنا أداوم على قراءة تغريدات كل من ياسر الزعاترة ومأمون فندي على منصة إكس.
الأول فلسطيني يعيش في الأردن ينتمي إلى تيار الإخوان المسلمين، وله موقف معروف من حزب الله وإيران، وكتاباته في هذا الشأن وتدخلاته في الفضائيات واضحة خاصة ما تعلق بثورات الربيع العربي.
أما الثاني فاكاديمي مصري يعيش في بريطانيا ويكتب في جريدة الشرق الأوسط السعودية، وموقفه المناوئ لجماعة الإخوان المسلمين معروف حتى قبل الربيع العربي.
عندما جاء الطوفان بقي الزعاترة يعلق على الأحداث يوميا بعقلانية وموضوعية لافتة، ينشر يوميا اقتباسات مفيدة من الصحافة العبرية بمختلف توجهاتها ويعلق على تصريحات الكتاب والخبراء الذين ينشرون فيها.
كانت رؤيته للصراع استراتيجية تتجاوز كل الاصطفافات الحزبية، ووجه جهده نحو المعركة الحقيقية.
في نفس الاتجاه أعلن مأمون فندي منذ اللحظة الأولى للطوفان انحيازه إلى المقاومة، وندد بالموقف المصري المتخاذل وقال إن نظام السيسي يفرط في الأمن القومي المصري بمبرر العداء للإخوان، والمؤكد أن بين موقف مأمون فندي من حرب الإبادة وموقف السعودية التي تملك الشرق الأوسط التي يكتب فيها، هوة لا يمكن ردمها.
لا خوف من مثقف حقيقي مدرك لطبيعة الصراع مهما تكن ميوله الإيديولوجية، أما الذي حبس نفسه في الحزبية الضيقة فلا يمكنه أن يكون منصفا.
في هذه اللحظة العصيبة التي تواجه فيها أمة بكاملها حرب إبادة بأشكال مختلفة سيكون حريا بنا أن نقف في صف كل من يقاوم هذا الإجرام الأمريكي الذي ينفذ باليد الصهيونية القاتلة.
مأمون فندي يعيد نشر تغريدات ياسر الزعاترة. هذه بركة الطوفان المجيد التي نالها من أدركوا قيمته الجليلة.
يكفي أن نكون منصفين لنركز على الأهم ونقف في صف الحق.