لا يخفى و لن يخفى على كل عقل سليم أن إيقاف المرشح لطفي المرايحي هو في علاقة مع نشاطه السياسي.
الصورة التي نشرت على الفيسبوك لم تكن ممكنة لولا أجهزة الأمن الحاضرة طبعا. و هي صورة تعيسة ليست للطفي المرايحي و لكن لهذا الأمن الذي لم يقبل يوما أن يكون جمهوريا و الذي خرج ذات يوم في 2011 في مسيرة باكيا "أبرياء أبرياء من دم الشهداء" و لم يكونوا آنذاك ابرياء و لكننا أردنا تصديقهم و صدقناهم.
نحن رجعنا إلى ماض أليم يتذكره كل من عاشه ..رجعنا إلى قضاة تعليمات لا تهمهم العدالة ، رجعنا إلى أجهزة دولة تنكل بمعارضي السلطة الحاكمة و رجعنا إلى منظومة لن تنظر إلى نفسها الا نظرة الرضا الخاطئ و رجعنا إلى جحافل المطبلين و الإنتهازيين و المتسلقين مع منظومة ليس لها مشروع للبلاد و ليس لها طموح الا طموح السلطة... سلطة من غير حكم.
و رجعنا إلى الظلم ..المؤذن بالخراب.
الحرية ؟ لو أمطرت السماء حرية لخرج الكثير من أبناء وطني بمظلاتهم.. هذا واقعنا مع الأسف و هذا واقع دولتنا التي لم تتخلص من عقيدتها الفاسدة في خدمة نظام الحكم على حساب خدمة المواطنين .. هذا هو الفشل الأخطر للثورة التونسية : جعل الحرية خطا أحمرا حقيقيا لا نقاش فيه، و لكننا لسنا مستعدين حضاريا لذلك مع الأسف ..لا شعبا و لا نخبا.
أساند من غير قيد أو شرط كل سجناء و سجينات الرأي من سياسيين و محامين و صحافيين و ناشطي مجتمع مدني و مواطنين ..أساند كل من يتعرض لظلم منظومة الإستبداد.