أنا إبن مدينة حمام الأنف ..أين قضيت كامل سنوات طفولتي و شبابي .. و وضع المدينة يحزنني كما يحزن عشرات الآلاف من أبناء و بنات المدينة.
مسألة الكاسرات ضد تقدم المياه ..مسألة جدية و ليست لا قضية فساد و لا قضية لوبيات (من هم اللوبيات المعنيون هنا ؟ بائعو الحجارة ؟) إنما قضية قلة كفاءة و تجربة .. لقد أقر المسؤولون بالإدارة التونسية خطأهم في الموضوع على أمواج الإذاعات .. و اقروا أنه كان عليهم وضع هذه الكاسرات للأمواج داخل عرض البحر و لا على الشاطئ.
أما عن جمالية المدينة و الإعتناء بمعالمها (الكازينو، عروس البحر و دار الباي و حتى محطة القطار) كان على الرئيس أو الوالي فهم أن غياب سياسة و رؤيا للتهيأة العمرانية و الترابية هو السبب الرئيسي في فقدان هذه المدينة لأسس جماليتها. و هذا ينطبق على جل المدن و المواقع التونسية و ثانيا لقد بدأت الشعبوية في السبعينيات ببناءات لا تنتمي لأي معيار هندسي أو جمالي لموقع مثل مدينة حمام الأنف.
ما العمل الآن ؟ أولا ارجاع السلطة المحلية المنتخبة للعمل ..فمن غير المعقول ما يجري اليوم. ثانيا المصادقة على مثال التهياة الترابية و العمرانية للمدينة و للجهة من طرف اخصائين أكفاء ، ثالثا رصد إعتمادات الدولة لإصلاح خطأ الكاسرات و هذا يحتاج إمكانيات ضخمة رابعا تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص للمعالم الأثرية (و من الواضح أنه لا أحد فسر لقيس سعيد معنى الشراكة و هي ليست شراكة لوبيات أو خوصصة مقنعة كما يعتقد ) و إنما مشاريع يقوم بها القطاع الخاص بإمكانياته مع مراعاة لشروط الدولة و هي شراكة ناجحة في عديد البلدان و في عديد القطاعات.. ).
قيس سعيد يعتقد أن الفساد و اللوبيات هم من يفسدون واقع المواطنين .. و هذا ربما يكون صحيحا في ميادين معينة و لكنه في واقع الحال ليس إلا جزءا بسيطا جدا من الأسباب... السبب الرئيسي يبقى في إنعدام الكفاءة و الجدارة في إدارة الشأن العام.