تونس والدرس التركي..

Photo

الانقلاب الفاشل او المسرحية العظيمة كما يرى البعض يجب ان لا تمر دون ان نستخلص العبر..

1- بوم 15 جويلية سيسجل انه منعرج في تاريخ المنطقة.. لقد ولى عهد الانقلابات بلا رجعة ولن يحكم شعوبنا العسكر.. وآخر انقلاب هو انقلاب عبد الفتاح السيسي الذي أغلق كل المنافذ على الشعب المصري وأعاده إلى خانة الصفر.. من لا يزال يحلم يتمنى بأن يأخذ الجيش التونسي الحكم ومن يدعو لذلك، نقول له نجوم السماء أقرب لك..

2- البلدان التي غزت العراق على شبهة وقتلت الملايين وجعلت منه خرابا.. و البلدان التي شاركت في تحالف لقصف شعب بأسره بعد سقوط برجين في نيويورك، والبلد الذي يقبل ان تمول الحملة الانتخابية لرئيسه بالمال العام الليبي ثم يذهب الى إسقاط الدولة فيه ويجعل القبائل تتناحر والشعب الليبي يموت بالآلاف..كل هذه البلدان عليها ان تستحي و ان لا تتحدث عن حقوق الانسان وعن حق الشعوب في العيش الكريم..

3- الانقلاب في تركيا الآن شأن داخلي والشعب التركي الذي خرج بالملايين (موالين للحكومة ومعارضين) لحماية المؤسسات وللحفاظ على المسار الديمقراطي له من الأدوات ما يسمح له بكبح جماح أردوغان لو قرّر التغول والانقضاض على الدولة.

4- أما في تونس، فنحن آخر من يعطي دروسا في الحرية و الرجولة والتمسّك بالمؤسسات وبالدستور.. نحن شعب اتتنا فرصة للتغيير ولقلب الطاولة ولإعادة بناء مشروع بلد يحلو فيه العيش الكريم والعدل وتساوي الفرص.. ولكن في أوّل موعد انتخابي بعد الثورة انتخبت "الأغلبية" النظام القديم فرجعت المنظومة من جديد وكأن شيئا لم يحدث.. نحن شعب يُحكم بالتوافق وكأنه كتاب مقدّس.. وباسم التوافق يمرر كل شيء ونحن نساق كالقطيع..

انتهى الدرس بالنسبة لنا فلنعد لرئيسنا وابنه المدلّل، ولسياسيينا وكفاءاتهم العالية، ولاقتصادنا الذي يحتضر، ولرجال أعمالنا ولقروضهم التي لا تُسدّد ولضرائبهم التي لا تُستخلص ولقانون المصالحة الاقتصادية الأخرق ولطرقاتنا وحُفرها… نعود لواقعنا المرّ عسانا ننقذ ما يمكن إنقاذه.. فبلادنا على شفى الكارثة ورجالها قلّة..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات