أتدري ما "الشيص"؟ هو ذاك البلح الفاسد الذي لم يلقح فيجيء بلا مذاق ولا تأكله غير البهائم ولعلّها تعافه.. وأوّل ما يفعل الفلاّح في أواخر الصيف هو أن يقطع عراجينها لأنها تفسد الغلّة وتشرب ماءها بلا فائدة ولأنّها مجرّد لحمة متعفّنة فإنّها تحتضن كلّ آفات النّخل وأمراضها ...!
ما الذي دفعنا إلى حديث "الشيص" هذا الصباح ؟
لا أدري.. ولكنّي أرى شيصًا "سياسيا" كثيرًا في هذا البلد.. لا فلحنا في كورة ولا في ديمقراطية ولا في اقتصاد ولا في شي.. ستقول :" هذا جلد للذّات".. أصلاً عندك "ذات" أنت باش تتجلد؟!
ممّا أسمعنا إيّاه "مثقفو الشيص" أنّ من يعتصم عليه أن يتحمّل مسؤولية ذلك.. قلنا : "نعم، هو ذاك ".. قالوا :" ايش تنتظر من البوليس؟ باش يمسّد عليكم؟! ".. قلنا :" نعم.. نعرف ذلك " قالوا :" إذن علاش تتباكوا؟!".. قلنا :" أوّلا، ماناش ملّي يتباكوا.. وكان بكينا فعلا راهو من أجل ها المنطق اللامبالي متاعك ومتاع أمثالك..
نبكوا علي واحد كيفك يبقي يتفرّج على المشهد ويقول :"ايش لازهم؟ بشهرياتهم وخدمهم وما خاصهم شي وبايتين في الصرد؟!".. نعرفوا أنّك كنت أكبر مستثمر في سنوات الحرية تسبّ وتقشتل وعامل فيها صيد وتتباكى بالكذب على حال البلاد.. لأنّ حرية السنوات الفاتت ما زاداتك شي.. كنت كالمنشار طالع واكل هابط واكل، كنت كيف تشوف بوليس في صفّ تعطيه بلاصتك.. كنت تعتبر أنّ وظيفة البوليس هي أنّو يضرب ويكسّرلك وجهك لأنّ هذيكة مهمته فقط.. لهذا نبكوا عليك أنت موش مالبوليس "!!
"وطنية حنّبعل"
نشوف في تداول تصويرة هاك الوليّد الكوارجي اللي اسمه "حنّبعل" وحديث مستفيض علي الوطنية والدفاع عن الراية وحبّ البلد و كلام آخر كبير! ومثل ها الحديث يدور ياسر عند التوانسة في زوز مجالات : الفنّ وبالتحديد في الغناء وفي الرياضة وبالتحديد في كرة القدم بالشّكل الذي يجعلك تتهم نفسك : علاش ما نحسّش بها الوطنية ولا بهاك القشعريرة متاعها كيما التوانسة الكلّ وعلاش ما تتحرّكلي حتى شعرة كيما التوانسة اللي "يقوم شعرهم شوك شوك" كيف تبدا الراية ترفرف في العلالي والنّشيد دوب اللي تسمعه في المحافل؟!
أولا، لاني ضدّ الفنّ ولا ضدّ الرياضة، هذا أكيد.. ولكن لتوة موش مقتنع بربط هذا ب"الوطنية" والقشعريرة! وباش نكون واضح، من وقت الانقلاب ماعادش يهزّني النشيد الوطني كيما كان يؤذيني نشيد "ألا خلّدي" وقت سمعته في رجيم معتوڨ.. إلصاق الوطنية بالرياضة والفنّ هو بالضبط تأكيد على عدم الاحساس بها في وطنك.. تقولي :" جرّبتش تخرج لبرّه و تحسّ برهبة النشيد؟! " نقولك : " أغلب إلي خرجوا لبره مالقوش خير في بلادهم.. واحساسهم بالحاجة للبكاء كيف يسمع النشيد لأنو يذكره بمأساته أنّو بلده ما يستاهلش ها الرهوط اللي كرهتهم فيه"..
لا وطنية ولا سيدي زكري.. كلّو تعويض علي الإنتماء المهين للبلد وخداع للذات بالتفوق فيما لا ينفع أحدًا إلا أصحابه.. بالفعل يضحكوني هاك العاملين احتفاليات" وطنية " يمارسوا فيها استمناءهم السخيف ومزايداتهم الكاذبة..
هاك العام القمودي قال كلمة بقت تاريخ :" هزّيت الراية الوطنية بكُرعيّا"!!!!