كنت سأكون مع "الدولة" عندما أجّلت وزارة الداخلية نقطتها الإعلامية أمس حول ما جرى في جربة.. كنت سأكون معها لأنّه من الكياسة عدم التسرّع وترتيب الموقف في غير هلع أو اضطراب ولا أيضا تعتيم وطمأنة الداخل قبل الخارج.. كنت سآخذ من "المعارضة" فسحة لأثني علي المسؤولية السياسية التي سيتحلّى بها الوزير.. وقلت :" ذاك كان أسلم".
ثمّ بقيت منتظرًا لأكثر من ساعة مع البث المباشر لموقع كشف لأسمع بصعوبة وبعد ساعة "ماهو معلوم بالضرورة" من الحكاية بل أقلّ مما هو معلوم عند القنوات العبرية ! و انتهى الأمر بانصراف السيد الوزير لتتضاعف الحيرة وتتقافز الأسئلة :
هل كان التأجيل انتظارا لما يقدّره الرئيس من توصيف الحادثة بكونها "اجرامية لا إرهابية" ولم يكن لمزيد تجميع المعلومات ورصد مسار لها؟.. هل النقطة الإعلامية هي لإضفاء مصداقية على ذلك التوصيف؟ هل هناك "معلومات" أخرى قد تذهب في معنى "الاختراق الأمني" فتحوّلها إلى " مخطط إرهابي" آثر السيد الوزير كتمانها لأسباب أمنية؟
إذا كان ما جاء فيما سمعناه هو فعلا المعلومات الوحيدة التي يتحوّز عليها جهاز الدولة فما جدوى قولها وجميعنا نعرفها؟ ثم لماذا لم يُسمح للصحافيين بطرح أسئلة؟!
يقول لينين :" الحقيقة وحدها ثورية".