دعنا مما يقوله خبراء الإحصاء من شبهات سبور الآراء وفساد منهجها وانتصابها الفوضوي في تونس المحروسة ووظيفة التلاعب بالرّأي العام.. ولنفترض صحّة الوارد فيها هذه الأيام من صعود "ذيل البقرة" وحزبها في التشريعيات - عكس الرئاسية! -.. فلِمَ الجزع عند أصحابنا وبيننا وبين أوّل انتخابات تشريعيّة سنوات أربعة طوال؟! وفيما هذا الابتهاج الإعلامي بهذا الصعود كتلميذ أنجز واجبه "على أكمل وجه"؟! وعلامَ كلّ هذا العجب من ارتفاع سهمها عند العامّة لا نسبة الثقة فيها؟!
في الانتخاب، هناك أكثر من نزوع يحكمه كالانتخاب الانتقامي و "التصويت المفيد" (le vote utile) والانتخاب بالاستبعاد.. وهي نزعات لا علاقة لها بنسبة الثقة في المُنتَخَبِ بل بالمزاج العام المهيمن في ذلك الظّرف بالذّات.. بما يعني أنّ نتائج سبر الآراء محدودة في الزّمان والمزاج والظرف السياسي والاقتصادي.
استتباعا، لا غرابة أن تصعد" نزعة فاشية" في ظلّ أزمة اجتماعية واستقطاب حزبي وفساد مالي وارتباك حكومي لا باعتبارها "حلاًّ سياسيا واقتصاديا" بل كونها "قضاء مبرما" للمشهد كلّه.
وحاشا للثّورة أن نحمّلها هذا النّكوص الطفولي للزمن الدكتاتوري بما اعتقده البعض من أنّها "مؤامرة" أو "تهديم لخيار تنموي " أو"دعوة لجديد لم نتهيّأ له".. بل كلّ ما نحن فيه معصوب ب"الرّؤوس المسكّرة" للطبقة السياسيّة الجديدة التي رفعها النّاخب فأسقطتها حساباتها الحزبية الضيّقة!!
ليس "ذيل البقرة وحزبها" سوى "كيتش" اعلامي يصنع الفرجة ويضمن ترويج السلع في الإشهار مثلها مثل" مريم الدبّاغ " حين تظهر" فردتي صدرها" للمشاهد المشدوه للصدور!
حين يسقط الخطاب السياسي ل"الذيل" إلى درجة تحريض زوج على زوجته فعلى الدنيا.. اللّعنة!