ما حدث كان طبيعيا بل منطقيا جدا فالمسار القيسي لا يحتاج - نظرا لمقدماته - إلى ذكاء لمعرفة خطواته اللاحقة. النسخة المصرية أمامنا بأشخاصها ومراحلها، وإن تأخّرت بعض السنوات.. فقد كان "التوافق" مراوغة ذكية لاجتنابه ولكن إلى حين. ولسنا في حاجة للتذكير بالدّرس السياسي فضحاياه يمينا ويسارًا تأكل الآن حنظلا وزقّومًا.. ولات حين مناص!
مسار 25 سيأخذ طريقه شئنا ذلك أم أبينا وسوف تفرز العملية الانتخابية عن تجديد لعهدة قيس سعيّد.. وما اجتهد فيه أصحابنا من منافسة شريفة يُحسب لهم في إقامة الحجّة عليه وقد ثبت بشكل قاطع أنّ الطريق إلى الرئاسة مسدود دونهم وأنّ المراهنة على المُرشّحيْن الآخريْن هو محض عبث وسخف.. ولم يبق لنا إلاّ أن نشاهد المسرحيّة ونصفّق في آخرها.
ما يعنيني حقا هو الابقاء على الحدّ الأدني بل أقلّ من ذلك إن أمكن وأن لا يعقب هذه المرحلة مزيدٌ من العنف والتضييق على المعارضة السياسية التي تحتاج فعلا إلى إعادة بناء بغير تلك الوجوه التي "نفد رصيدها".. أمّا عن البلد فله الله!
أحترم أولئك الذين يتشبّثون بالأمل وتوقّع المفاجآت ( هذه عادة اليائس)، أحترم إطالتهم لمدّة المعركة القانونية، بل أحترم حتى من دعا لخوض الانتخابات بما يدفع إلى دور ثانّ ( أصحاب زهيّر يراهنون على أنّ الناس ستهرع إليه بعد اسقاط المترشحين.. هم دائما هكذا يطلبون بالانقلاب ما لا يستطيعونه بالديمقراطية.. فتبًّا !).. قلت أحترم كل هؤلاء ولكنّي اتخذت موقفا واضحا : المقاطعة. وهذا حقّي الدستوري.
بالله لا تنفخ لي مناطقي بترهات أني أهرب من معركتي أو أنّ هذا سوف يتيح للرئيس الحكم بما يشاء.. إذا كان بالضرورة هو الفائز فما فائدة المشاركة؟!.. ما ينقص المشهد القادم هو "الشرعية" وسوف تمنحها له الانتخابات ولتكن 99٪.. ولكن بكم نسبة مشاركة؟!.. تبيّن من الاستحقاقات الماضية أنّ النسبة راوحت بين 8٪ و12٪ فلتبق هناك في تلك النّسبة. وإذا جاز الاحراج السياسي بها فهي آخر الحلول.
خلخل الزرس إذا لم تستطع اقتلاعها...