إذا كان لابدّ مما ليس منه بدّ من الإهتمام بالشّأن فإنّ حديثي هذا هو حديث المضطرّ لا حديث الباحث عن معنى يحتاجه البلد.. عندما تموت السياسة يصبح حديث الهوامش كحديث من يمضغ الماء.. من جنس "تي برّه هكاكة"!
حول هذه الفئة من "شيوخ اللاّيت" من لابسي الجباب القزوردية، ذوي الوجوه الصبوحة التي تظهر عليها النّعمة والرّواء والمتكلمين في "دين الضبّ" كيفما اتّفق والمتحذلقين ب"سيدي فلان" .. هؤلاء افراز طبيعي لهشاشة الزّمن "الضبّي" و سطحيته وسخفه ! مكمّل من مكمّلات الديكور العام للمشهد التونسي الذي لم يعد يحتمل نفسه ويجد في هؤلاء الدين الخُزعبلي الذي لا يجعله يشعر بأيّ ذنب!..
فبعد موجة "القرآنيين "أمثال محمد الطالبي و "التاريخانيين "أمثال يوسف الصدّيق و "المتأوّلين" أمثال ألفة يوسف الذين طرحوا جدل المتكلّمين على العوام والسّوقة ، كان لابدّ من هذا النّوع من "القزورديين" الذين يُنطقون الضبّ ويقبّلون الجباه والأيادي ( مسكين الغنّوشي شنّعوه على صورة يقبّل فيها راس القرضاوي هههه) و يزورون الزوايا ويتبرّكون بالتوابيت.." إسلام تونسي" عندك اعتراض يا مواطن؟!
لا مقابل لأمثال هؤلاء إلاّ ما جادت به العبقرية السردية لبديع الزمان الهمذاني في مقاماته في شخصية "أبو الفتح الإسكندري" القائل في خاتمة "المقامة المجاعية" : سخُف الزّمان وأهله - فركبت من سخفي مطيّة.
أبقوا عاقلين، المرّة الجاية نحدّثكم على " الفتيان الذهبيين" هههه