عادة لا أنتبه لأسماء "المتابعين" - رغم أنّهم الأكثر تفاعلا مع ما أنشر -.. ولكن منذ عام تقريبا انتبهت لإسمين من المتابعين وتثبّت جيّدا في صفحاتهم وتأكّد منهما هما : معزّ بن غربيّة و سمير الوافي.. قلت في خاطري لعلّهما يبحثان عن "المستطرف في كلّ فنّ مستظرف"!
حتى ظهر "معزّ" هذه الأيام في ديوان آف آم وقد تغيّرت "المشامية".. كذاك الذي أُرسل في مهمّة خاصّة على طريقة "توم كروز" في ( Mission Impossible) .. وتساءلت : بكم يبيع الصحفي ضميره ؟ وإلى أيّ حدّ يتحوّل الخطّ التحريري إلى مستنقع يخوّض فيه الصحفي ولا يصيبه الغثيانُ ؟ وهل من حقّي أنا ك"متفرّج فارس" أن أفرض توازنا وموضوعية فيما أسمع وأنا أعرف أنّ مصارين الإعلام بيد "الغرفة السوداء"؟!
في الحقيقة، من الغباء أن نبحث في الاعلام التونسي عن "المهنيّة والموضوعية" فما بالك بالوطنيّة التي تحتضن التجربة الديمقراطية وتدفع للسلم الإجتماعي.. "معزّ" هو مجرّد ببغاء - وإخباريوه chroniqueurs أكثر - يردّد ما يهمسون له في سمّاعات أذنه ( هذا أمر يعرفه الصحفيون)، يكتري لسانه لمن يدفع له وينحاز بحكم ما مرّ على رأسه لصاحب السّلطة.. أتركوه إنّه مأمور .
حدثني صديق أنّه في زمن الترويكا إلتقى بمسؤول سامٍ عاشت بلاده "انتقالا ديمقراطيا".. وكان صاحبي متحمّسا جدا وهو يسمع منه شروط الانتقال وضماناته ومراحله والآمال المعلّقة عليه حتى سأله ( أنا أترجم الآن) :" هل عندكم إعلام مؤمن بالانتقال؟".. قال أجبته :" في الحقيقة، لا". فقال له :" إنسَ ما قلته لك"..