سيقول البعض ما العلاقة بين روسو ولوك والنقاب؟ سوف اطرح هذا السؤال: لماذا يقبل الانقليز بالحجاب والنقاب بينما يرفضهما الفرنسيون في الفضاء العام؟ انه الخلاف بين روسو من جهة ولوك ومنتسكيو من جهة اخرى. بالنسبة لجون لوك للانسان حقوق طبيعية، مثل الحرية والملكية وحق تسيير حياته، وهي حقوق مقدسة لا يجوز المساس بها. ولقد ابرم الناس عقدا للخروج من حالة الطبيعية والدخول للحالة المدنية وانشاء حكومة من اجل المحافظة على تلك الحريات الطبيعية. لا يجوز للحكومة وتحت اي ظرف ان تمس من الحرية الفردية، لو تدخلت فيما هو خاص سيكون عليها ان تتدخل لحماية الفقراء من الاغنياء وهذا يتنافى مع "دعه يعمل دعه يمر".
بالنسبة لروسو: ليس للفرد اي حق او اي حرية الا تلك التي تمنحه اياها "الارادة العامة"، على الفرد ان ينصهر في الارادة العامة حتى يكون مواطنا. بالنسبة لروسو: حقوق المواطن (التي تحددها الارادة العامة) هي ما يُحدد "حقوق الانسان"، بالنسبة للوك، حقوق الانسان (الطبيعية) هي ما يحدد حقوق المواطن.
عند روسو، اذا رات "الارادة العامة" ان الحرية الشخصية يمكن ان تهدد الصالح العام عليها بمنعها، في حين ان الانقليز يرون ان الصالح العام يتحقق اذا حقق الفرد ما يراه صالحا. لذلك يطالب الفرنسيون المهاجرين ب l'intégration ولا يطالب بذلك الانقليز. ولذلك فشلت فرنسا مع المهاجرين ولم تفشل انقلترا.الديمقراطية الفرنسية شمولية ولاتقبل الاختلاف، ولذلك اسباب تاريخية: لم تكن فرنسا موحدة على عهد روسو بينما كانت انقلترا امة واحدة.
على الدولة ان تحمي المنقبة وتحمي المجتمع مما قد تفعله المنقبة، ذلك دورها وتلك مشكلتها، وليس من حقها ان تتدخل فيما هو خاص. على الدولة ان تنتصر قيميا واخلاقيا قبل ان تنتصر امنيا: عليها تُثبت للمواطن انها ضامنة لحريته الفردية حتى يقبلها. لو فرضت عليه نزع النقاب بدواعي امنية سيقول "ما الفرق بينها وبين دولة داعش التي تفرض النقاب بدواعي دينية"؟ لمزيد التعمق: Dominique Schnapper: Qu'est-ce que la citoyenneté?