هي في الحقيقة عُقدة كل النُّخب السياسية الغير وطنية، فهي إما ان تراهن على الامن(بن علي مثالا) او تراهن على الخارج(النداء والنهضة )
1/ النداء :
لأنه لا يملك اي برنامج ولا اي حل، ولم يعد له "وجه"، واستنفذ كل الاكاذيب من نوع "البورقيبية" و"الحداثة"..لم يبق له إلا المراهنة على امرين حتى يستمر في السلطة: استرضاء الفاسدين حتى يدعمونه في الانتخابات باموالهم وب"خبرتهم" في الحمراء-كحلا، والمراهنة على فرنسا والولايات المتحدة والسعودية عبر التطبيع ومواصلة القطيعة مع سوريا. هو يعرف ان مصدر السلطة ليس الشعب وإنما رضا "اسرائيل" والسعودية وفرنسا.
2/ النهضة:
تعرف ذلك أيضا عليها ان تُبت انها "اهل" للحكم، ولانها تعرف سطوة الفاسدين فعليها ان تخطب ودهم.
هناك صراع بين النهضة والنداء حول "مصادر السلطة" في تونس، وقد وعت النهضة ذلك مبكرا منذ رفضت تجريم التطبيع، وهي الان تؤكّد "حسن نيتها" بالسكوت عن حفل بوجناح، وبالمصادقة على قانون الفساد. اضافة لكونها تعيش الان تحت التهديد الاماراتي-السعودي وتحت التهديد اليسارجي الداخلي، وهي الان في حماية النداء.
لماذا لا تراهن على الشعب؟ تلك عقدة التسعينات. في داخل كل نهضاوي فزع يعبر عنه غالبا بالقول "لو كان نرجعوا للحبس سوف يتركنا الشعب كما في التسعينات''.
لماذا لا يراهن النداء على الشعب؟ لأنه سوسيولوجيا النخبة المرتبطة ثقافيا واقتصاديا بالخارج، انها اشبه ب"اقلية" لاهي تونسية ولا هي غير تونسية، مهمتها حراسة المصالح الاجنبية مقابل امتيازات السلطة، اضافة لكونه يستمر الان في السلطة بفضل "الباراشوك" والفرامل النهضاوية التي تحميه من الشارع.
وفرنسا والولايات المتحدة تعرف ذلك، لذلك تحميان النهضة من الاستئصال اليساري-الاماراتي وهي تبتزها وتدفعها نحو "الاعتدال".