عودة لخطاب الباجي: حتى يكون الشعب على بيّنة

Photo

هناك ثلاثة عناصر بدت نشازا وغير مفهومة اضافة الي كونها مفاجئة، ومع ذلك هي مفاتيح فهم الخطاب:

- هجوم الباجي على المساترية.

-انصاف الباجي المفاجئ للمرزوقي "دخل بالانتخابات وخرج بالانتخابات".

-تكراره ان "النهضة هي من انهى التوافق".

-لقاء محسن مرزوق مع الهاروني.

المعطيات التالية تساعدنا على فهم ما سبق:

-صلاح الدين فرشيو، زعيم الدساترة في المنستير والصديق القديم للباجي والرئيس الشرفي لجمعية الفكر البورقيبي، يصدر بيانا يوم 19 سبتمبر يُحمل فيه حافظ مسؤولية الازمة داخل النداء ويدعو لتنحيته. بل يدعو لإنشاء قيادة جماعية تُعجل بالقيام بالمؤتمر الاول، وهو ما يعني تنحية الباجي وابنه من قيادة النداء.

نفس صلاح الدين فرشيو كان وراء الاستقالات الجماعية من النداء في جهة الساحل.

-كل من المرزوقي والباجي له -الان- مشكلة مع المساترية، لذلك "تعاطف" الباجي مع غريمه السابق، وأشار الي الاستقالات الاخيرة من الحراك.

- النهضة هي من انهى "التوافق": صفقة وترتيب جديد للسلطة من وراء ظهر الباجي:

اجتماع في دار عبد الرحيم الزواري بترتيب من الجزائر وفرنسا، يحضره الغرياني (امين عام التجمع المنحل الذي لا يزال يحتفظ بقاعدة بيانات التجمع، اي بالماكينة) ويوسف الشاهد، ويتم الاتفاق على ما يلي:

-يقع تثبيت يوسف الشاهد رئيسا للحكومة لأربع سنوات اخرى مقابل تخليه عن طموح الرئاسة.

-الاتفاق على الرئيس القادم (ساحلي واحد وزراء بن علي).

-تكليف الغرياني بإعلام الغنوشي، الذي وافق على الترتيب: ادرك الغنوشي ان اللوبي الساحلي جاءه ضعيفا: انهيار النداء وانحياز الجناح الساحلي للشاهد يعني انكسار التحالف القديم (ساحلي-بلدي)، اضافة الي انتصار النهضة في البلديات في جهة سوسة والقيروان والمستير، زد على ذلك افتكاكها لرئاسة بلدية .

تونس من البلدية، كل هذا يجعل اللوبي الساحلي يجد حساباته معها وليس مع الباجي وابنه. والتوافق مع الباجي؟ اذا كانت فرنسا والجزائر والسواحلية مع هذا الترتيب، واذا كانت النهضة غير خاسرة فيه، ما نفع البقاء مع الباجي؟ لذلك اعاد الباجي بمرارة "النهضة هي من انهى التوافق".

-تكليف الغنوشي لإعلام الباجي الذي استشاط غضبا، ادرك ان اعلامه من قبيل الاخذ بالخاطر، وهو شبيه لإعلام بورقيبة بالتقرير الطبي.

-ومرزوق؟ مرزوق موجود داخل الترتيب لذلك التقاه الهاروني.

الاستنتاج: تونس تحكم من خارج: ما تزال باريس هي من يحكم حديقتها الخلفية. نتذكر السباق المحموم نحو عاصمة الانوار خلال الايام الاخيرة لبورقيبة: سعيدة ساسي تريد مباركة باريس للهادي مبروك (ساحلي عمل مع الادارة الفرنسية وكان قايد -ثلاث نقاط فوق القاف-على الجنوب ووسيلة بن عمار تريد تنصيب بلدي).

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات