لو كنت عالم اجتماع لكتبت كتابا حول " غزوة المحكمة".ان وراءها الجغرافيا والكثير من التاريخ،وما علينا إلا ان ننظر للواقع بتجرد بوصفه فضاء تتصارع فيه قوى وتتحالف فيه مصائر وأقدار وجهات حول المصالح والمواقع.
بدأت باعتصام النقابات الامنية امام المحكمه لإنقاذ ابني قائدي من قادة الامن متهمين في حادث براكاج. لقد كان استعراضا اخيرا للقوه. لماذا؟
لثلاث اسباب:
اولا : لان الباجي والنهضة ذاهبان رأسا نحو هيكلة وزارة الداخلية ( مطلب امريكي وشرط من شروط ص.ن.الدولي وكذلك الاتح.الاوروبي) وما يعنيه ذلك من تهديد لسطوة الامن الداخلي.
ثانيا : العدالة الانتقالية وصلت الي محاكمة المسؤلين على التعذيب.
ثالثا :جعل ضابط من الحرس الوطني على راس الوزارة كان مقصودا: مهمته هي حل النقابات الامنية ( تذكروا بيانهم عند تنصيبه " نقابات الامن في اجتماع دائم" اي حالة طوارئ) لماذا تعامل الشاهد في البداية بلا مبالاة؟ ولماذا سارع الباجي بأمر المحكمة العسكرية حتى تحقق في الغزوة هنا يبدأ التعقيد:
هناك صراع حاد بين الشاهد والباجي: الباجي استعمل السواحلية حتى يصل للسلطة شرط ان يعيدهم للواجهة واخلف وعده.انه الصراع التاريخي بين البلديه والسواحلية ( ليس من الصدفه ان يطرده بورقيبه). الشاهد يريد ان يلعب نفس لعبة الباجي : هو الان مرشح السواحلية للرئاسة. ليس لديه الجيش ولا الخارجية ولا الاعلام.
التقت اقداره مع النقابات الامنية: لدينا: الشاهد+ السواحلية+ النقابات الامنية/ البلدية+ النهضة. لماذا كان بيان المجلس الاعلى للقضاء باهتا؟ ( انظروا من وراءه ومن اي جهة).
شي اخر سريالي: لماذا ناصر المنجي الرحوي النقابات الامنية ؟ لان الوبي المسيطر على الامن الداخلي من الشمال الغربي: 70% من قادته من هناك وهذا امر تاريخي. تذكروا القنزوعي- الديماسي- العجيمي. وتذكروا نِسب التصويت في !!! 2014