لم يعد لديّ من شك ان المواطن التونسي العادي اكثر وعيا وثقافة من هؤلاء السياسيين الذين ينتحلون صفة "الوزراء" او "النوّاب" والذين يلُوكُون بعض المُغالطات ويجترّونها كلّما ظهر الواحد منهم في الاعلام. ما هو مثار للسخرية ان "السياسي" التونسي يتوهّمُ انه "قس ابن ساعدة" في الخطابة والاقناع:
تقولُ له "نريد ان نعرف حجم ثروتنا من البترول" فيقول لك "نحن لا نسبح على بُحيرة من النفط"، تقول له "قُم باجراءات اقتصادية حقيقية وتشريعات تُعطي الامل للعاطلين وللمناطق المُفقّرة" فيقول لك "ليس لدينا عصا سحرية". تُسمّى هذه المغالطة "عدم الترابط"، فلا علاقة بين ما يطالب به الناس واجابة "قس ابن ساعدة". ومع ذلك سوف اقدّمُ للتجمعي/الندائي/النهضاوي عصا سحرية واعلمُ انه لا يقدرُ ان يهُشّ بها عن الفاسدين واللصوص:
- سيطرة الدولة على ثرواتنا الطبيعية وتأميمها، هذه عصى سحرية.
- فرض ضريبة تصاعدية على الدّخل (العامل في مقهى يدفع ضريبة اكثر من الطبيب والمحام والمهندس) ومقاومة الرشوة والفساد والمحسوبية والسوق السوداء التي تسيطر على 54 بالمائة من السيولة، هذه عصى سحرية.
- شطب امتيازات الموظفين السامين واعوان الدولة اي السيارات والمنازل وقصاصات البنزين والاكل والثياب والسفر والاشهر المدفوعة دون عمل والتي تصل الي الـ 19 شهرا في بعض القطاعات، هذه عصى سحرية.
- التخفيض من اجور الوزراء ونواب الشعب ومن نفقات الهيئات الدستورية (اربع مليارات للسيارات فقط) والتخلي عن السيارات الادارية (760 مليار سنويا) هذه عصى سحرية اخرى.
- استرجاع السبع الاف مليار من اللصوص الذين يسرحون ويمرحون معنا واخذ ما تخلّد بذمة البعض من ضرائب طيلة عقود هذه عصى سحرية اخرى.
المشكلة هي التالية: إما انكم لا تعرفون ان هذه الاجراءات هي الحل الوحيد لانقاذ تونس، وفي هذه الحالة انتم جهلة، وإما انكم لا تستطيعون مُطالبة اللصوص بحق الشعب لانهم اوصلوكم للسلطة، وفي هذه الحالة انتم خونة.