عندما قال بورقيبة"موش وقتو"

Photo

نحن الان في العاصمة يوم 9 جانفي سنة 1929 في مقر " جمعية الترقًي": إعتلت المنصة سيده اسمها حبيبة المنشاري والقت مسامرة دعت فيها الي نزع الحجاب. كان في القاعه محام شاب وخطيب مفوه اسمه الحبيب بورقيبة.

بعد ما انتهت حبيبه المنشاري هاجمها قائلا:"لا تنسوا ان الحجاب دخل منذ قرون في تقاليدنا اصبح جزءا لا يتجزأ من ذاتيتنا. فهل من المصلحة الان في الظرف الحالي من حياة تونس التعجيل بإزالة تقاليدنا التي تؤلف ذاتيتنا بدون مراعاة المراحل الانتقالية الضرورية؟ اني اجيب طبعا بالنفي..وسوف يحدث التطور ولكن بلا كسر ولا قطيعه بطريقه تحفظ،في دوام متجدد،وحده ذاتنا التاريخيه التي تستطيع ضمائرنا ادراكها في كل حين" (*).وهو موقف شرحه بعد 31 سنه في نفس القاعه عندما اصبح رئيسا(*).

لم يطرح حينئذ الشعب لتونسي على نفسه قضيه الحجاب بل قضيه الاستقلال.

اليوم لم يطرح الشعب التونسي على نفسه قضيه الارث ولا المثلية : انها مُماحكات سياسويه اراد من خلالها الذين عجزوا وكذبوا على الشعب تقديم انجاز وهمي واحراج خصم سياسي عسى ان يُعيد اليه بعض الاصوات.

ما يطرحه الشعب الان هو محاربه الفقر والبطالة والفساد والنهوض بالصحة والتعليم والنقل واسترجاع الثروات وإرساء قضاء مستقل وصحافه حقيقيه ونقابه حقيقيه. هو بناء منوال تنميه عادل وانصاف الجهات المفقره…علينا ان نكف عن مواجهة طواحين الريح.

لا تستطيع ان تفرض على الشعوب مالا تريده ولم تطرحه على نفسها،وان فعلت فلن يدوم. من يقل عكس هذا فليذهب للاستفتاء: لم يدخل اي اوروبي الي UE إلا عبر الاستفتاء،ولم يخرج الانقليز منه إلا عبر الاستفتاء.تُستفتى الشعوب دائما في القضايا المصيريه والخطيرة.

شخصيا اتمنى ان نذهب لاستفتاء ينتصر فيه الشعب للمساواة في كل شي بين الرجل والمراة،حينها سنقول للرافضين" احترموا ارادة الشعب".في النهاية: ماذا تفعل لشعب اذا قال نعم للمساواة؟ وماذا تفعل له ان قال لا؟

(*) جريدة تونس الاشتراكية 10 جانفي 1929

في خصوص موقف بورقيبة من الحجاب انظر مقاله في اللواء التونسي 11 جانفي من نفس السنه

(*) خطاب 15 ديسمبر 1961

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات