لا أعرف ما يجري خلف الكواليس، ولا علم لي بالمؤامرات التي تستهدف استقرار البلاد ووحدتها، أعرف، مثل جميع الناس أن العالم كان دائما مليئا بالمخاطر التي تحيق بالضعفاء وتهدد بقاءهم كمجتمعات ودول.
أكثر من هذا أعرف أن هناك أفعالا إجرامية تدفع الناس إلى اليأس وتفقدهم الثقة فيما يسمى الدولة، بل وقد تجعلهم يتورطون في أفعال تمس باستقرار هذه الدولة دون وعي منهم، ولن تنزع عنهم الأفعال التي قد يرتكبونها بدافع اليأس والغضب، صفة الضحايا مهما تكن خطورة تلك الأفعال.
يجري تدمير الدولة يوميا من قبل مسيرين ومسؤولين مجرمين يخربون ما بقي من ثقة للمواطن في الدولة، وهؤلاء يظهرون على شاشات التلفزيون متأنقين يقدمون دروسا في الوطنية.
كل جزائري يتعامل يوميا مع إجرام الإدارة، ومؤسسات تسيير المرافق العامة، وهو يرى في هؤلاء المفسدين خطرا على حياته واستقراره لأنهم يحولون حياته إلى جحيم.
أنا أعرف شركة أعتبرها دون أدنى تردد منظمة إجرامية لأنها حولت حياتي وحياة مئات الآلاف من الجزائريين إلى جحيم لا يطاق، هذه المنظمة تسمى شركة التسيير العقاري التابعة لوكالة عدل، تعرف اختصارا باسم جاست إيمو Gest Immo
هذه الشركة تنزع عن قاطني سكنات عدل إنسانيتهم، وتجعل كل حديث عن كرامة المواطن مجرد هراء، وهي تقدم يوميا الدليل على أن الخطاب الرسمي وما تبثه وسائل الإعلام العمومي هو مجرد نسيج من الأكاذيب.
أنا على يقين أن كل جزائري يعرف شركة أو إدارة أو مصلحة تحول حياته إلى جحيم، وهذه الشركات هي العدو الحقيقي للجزائري، ومسيروها هم المتآمرون على استقرار البلاد، ولأن السلطة اختارت أن تمنع الصحافة الحقيقية، وأن تجرم النقد فإن هذه الشبكات الإجرامية ماضية في تدمير الدولة وستصل إلى الهدف الذي قد تعجز عن بلوغه أطراف خارجية تستعمل يوميا كفزاعة لإسكات كل صوت ينطق بالحق.