الخطة الامريكية لغزة: التفاؤل المفتعل

استنادا الى تحليل مضمون(أي قراءة ما بين السطور) 110 تصريحات سياسية لكل من الرئيس الامريكي بايدن ووزير خارجيته بلينكن ومستشار الامن القومي سوليفان ومدير السي آي ايه بيرنز تتعلق كلها بالوضع في الشرق الاوسط خاصة حرب غزة، ومستعينا بالتأويلات المختلفة لكل تصريح اعتمادا على الصحف الغربية بشكل خاص، ثم رصد ردود افعال اسرائيل على هذه التصريحات ، ثم التصريحات العربية-إنْ وُجِدت- ، وجدت ان ما وراء هذه التصريحات ودلالاتها خطة امريكية متكاملة تقوم على الآتي:

أولا: منح اسرائيل مهلة زمنية تتراوح بين شهرين-ثلاثة شهور لإنجاز مهمتها في غزة.

ثانيا: ستقوم الولايات المتحدة خلال هذه الفترة (2-3 شهور) بطرح عدد من الخطط السياسية التي تخلق انطباعا تفاؤليا بقرب التوصل الى تسوية سياسية ، وعلى اسرائيل ان تستثمر هذا الجو التفاؤلي "المفتعل" لإنجاز مهمتها تحت غطاء هذا التفاؤل، كما ان الولايات المتحدة ستعمل على توجيه بعض القنوات الفضائية العربية للترويج لهذا الجو التفاؤلي بالتركيز على تكرار التصريحات الامريكية المساندة لهذا التوجه "المفتعل" لخلق جو من الاسترخاء الاقليمي يمنع محور المقاومة من التصعيد وبشكل يقلص فرص اتساع الحرب للمستوى الإقليمي. وقد يخلق ارتباكا في توجهات محور المقاومة.

ثالثا: العمل على خلق انطباع لدى العالم بحرص الولايات المتحدة على المدنيين في قطاع غزة سواء خلال العمليات العسكرية او من خلال الحرص على وصول المساعدات، وعلى اسرائيل ان تقوم بعملياتها بشكل لا يُفسد الدعاية الامريكية في هذا الاتجاه.

رابعا: تحريك مبادرات واجتماعات اقليمية –مع التركيز على محور التطبيع العربي - لمساندة التفاؤل "المفتعل" لكي يتم تقليص الضغط الدبلوماسي والقانوني الذي تتعرض له اسرائيل(في الامم المتحدة والهيئات القضائية الدولية) ولتشجيع توسيع دائرة التطبيع في مرحلة لاحقة.

خامسا: على اسرائيل ان تضبط بقدر ما تصرفات وتصريحات وزرائها المتطرفين بخاصة بن غافير وسموترتش.

سادسا: توسيع دائرة عمل الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية "رون ديرمر"، فهو أحد اهم مهندسي العلاقات الامريكية الاسرائيلية وموضع ثقة فائقة لدى نيتنياهو ، وقد يكون لهذا الشخص دور خفي كبير في كل هذا التخطيط، لاسيما أن درجة اعتماد نتنياهو عليه في العلاقة مع الولايات المتحدة هو الاعتماد الاكبر.

سادسا: الإشادة الدائمة بدور الوسيطين العربيين(قطر ومصر) كتغطية على اي اتهام لهما باي دور ضاغط على فريق المقاومة للتفاوض.

سابعا: وعد امريكي لإسرائيل بان ما لم تتمكن اسرائيل من انجازه بالقوة العسكرية سيتم انجازه بالوسائل المدنية بخاصة في مرحلة الإعمار ، وبهدف توجيه خطط المساعدات والاعمار لتكون بأيدي "غير المقاومة" لحرمان هذه المقاومة من استثمار ذلك في تعميق العلاقة مع المجتمع.

ثامنا: دول خليجية تستعد لتقديم مساعدات مجزية وبقدر يجعل من التطبيع أمرا أقل اهمية من وزن هذه المساعدات السخية.

وتبقى ربما ..ولكن هذا ما استنتجته وسنفصل فيه لاحقا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات