بعيدا عن التباهي، كنت في اليوم الثاني لمعركة طوفان الاقصى، وبعد قراءة "للعقل الصهيوني" حددت الهدف الاسرائيلي القادم، وقلت حرفيا على صفحتي تحت عنوان "انتباه: داخل العقل الصهيوني" أن العقل الصهيوني وصل الى الاستنتاجات التالية التي سأوردها حرفيا:
" فالهدف الاستراتيجي يجب أن يسعى إلى إحداث تغيير جذري في مكانة حماس ونفوذها على الساحة الفلسطينية. إن مصدر قوة حماس يكمن في قدراتها العسكرية، ولذلك يجب التحرك نحو الهجوم الشديد على قدرات حماس العسكرية وقيادتها. وهذه الضربة سوف تخدم ثلاثة أغراض أساسية رئيسية لاسرائيل:
أ- إضعاف نفوذ حماس على التنظيم " الارهابي " في الضفة الغربية. وتعتبر حماس أحد أهم العناصر المؤثرة والمغذية للتنظيم " الإرهابي " في الضفة الغربية، وهي المسؤولة عن تصعيد الوضع هناك.
ب- إضعاف نفوذ إيران في الساحة الفلسطينية، إذ أن المعادلة القائمة هي أن حماس قوية = نفوذ إيراني أكبر في الساحة الفلسطينية.
ت- تعزيز صورة القوة الإسرائيلية وردع حزب الله وإيران والجهات الفاعلة الأخرى، التي قد ترى في هجوم حماس تأكيداً على أن الوقت قد حان لمهاجمة إسرائيل من جبهات عديدة من أجل إسقاطها."
انتهى نص قرار العقل الصهيوني.
ماذا يعني ذلك عند تحليل العقل الصهيوني؟ ان الهدف الاستراتيجي لاسرائيل هو:
1- أن اسرائيل تريد اجتثاث المقاومة في غزة ونزع سلاحها وتضييق جغرافية حركتها في غزة بخلق مناطق عازلة في شمال القطاع.
2- تسليم شؤون غزة بدون استثناء لسلطة التنسيق الامني الفلسطينية.
وما هي العوامل المساعدة على تحقيق ذلك:
أ- استغلال التفوق العسكري الاسرائيلي الى ابعد الحدود ودون مراعاة لاي شرط من شروط القانون الدولي في زمن الحرب، ولعل المجازر المتلاحقة وآخرها المستشفى المعمداني تأكيد على ذلك.ويجب التنبه الى ان شخصية نيتنياهو "تستمتع" بكل معاناة فلسطينية، وقد سبق لي ان نشرت تحليلا علميا لشخصيته. فالذي يكذب على زوجته بعد فضيحة شريط علاقاته النسائية المعروف " لا يجد ضيرا في ان يحمل مسؤولية ما جرى في المستشفى للجهاد الاسلامي، والذي سمح لمكتبه بإيصال صور قطع الرؤوس والاغتصاب الكاذبة الى حليفه الأول الرئيس الامريكي في اول ايام المعركة الحالية لن يتورع عن الكذب،وممارسة العنف الى اقصى درجاته، ولم يعتذر حتى لحليفه بعد انكشاف كذبة صور قطع الرؤوس والتي لم يتحملها حتى الاعلام الغربي المساند له.
ب- الاطمئنان الى ان رد الفعل العربي الرسمي لن يتجاوز الغضب "المصنوع والمفتعل " ، اما الغضب الشعبي غير المصنوع فان تأثيره محدود للغاية استنادا للخبرة التاريخية مع هذا النمط من رد الفعل، كما أن رد الفعل "الاسلامي" بخاصة من الخليفة العثماني لن يتجاوز رد الفعل "المصنوع والمفتعل " وهو الامر الذي تؤكده كل معطيات العقل الصهيوني.
ت- توظيف المساندة الغربية السياسية والاقتصادية والعسكرية من الولايات المتحدة ودول الاستعمار التقليدي في خلق بيئة استراتيجية تلجم ردود فعل محور المقاومة وتجعله في الحد الأدنى وبالقدر الذي يحول دون وقوع المواجهة الشاملة.
ثم ماذا بعد:
بعد مرحلة الغضب الرسمي المصنوع ستبدأ مرحلة " المشاورات السياسية والامنية السرية بين اسرائيل ودول التطبيع العربي كلها،"، وستتم تغطية هذه الاجتماعات بدخان اعلامي سيقوم على دعامتين:
أ- التحميل التدريجي وبشكل متصاعد مسؤولية ما جرى على حركة المقاومة الفلسطينية تحت شعار "المغامرات"
ب- محاولة توسيع الفجوة بين أطراف محور المقاومة والعمل على تعريتها الى حد الوصول الى اعتبار المحور بأنه " محور دعائي وليس أكثر من مخلب ايراني".
ما المطلوب للمواجهة:
1- على محور المقاومة ان ينتقل الى مستوى أعلى من مستويات المواجهة وبقدر يضع المنطقة على حافة الهاوية من خلال تكثيف الضربات من جنوب لبنان تصاعديا ومحاولة استعادة مزارع شبعا على اقل تقدير، وعلى انصار الله الانتقال الى مرحلة ارباك النقل البحري في البحر الاحمر ، وهم اقدر على تقدير الكيفية، وعلى ايران ان تساند الطرفين السابقين وخلق قدر من الارتباك حول مضيق هرمز وبشكل يجعل من اسعار البترول تتصاعد في وقت يئن الاقتصاد الاوروبي والعالمي من وطأته.
2- زيادة اللقاءات بين اطراف محور المقاومة وكل من روسيا (المستفيدة من تغييب المشهد الأوكراني عن الاعلام) والصين (التي تقلق عل مصير مبادرتها الحزام والطريق في ظل عدم الاستقرار في إقليم هو بؤرة مشروعها) لخلق حركة دبلوماسية أقل انحيازا مع اسرائيل وهو من باب "اضعف الايمان" وليس في الإمكان ابدع مما كان.
3- مساندة اعلامية رزينة وذكية من كل القوى السياسية والكتاب والاعلاميين والفضائيات وكل وسائط التواصل الاجتماعي للمقاومة ورفع الروح المعنوية.
4- اكرر الدعوة للأخوة في الجزائر الى الدعوة لمؤتمر يكون جدول اعماله نقطة واحدة "الدعم المالي والانساني لغزة"
هل من يسمعني؟ ربما.