كشف قيادي كبير في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن جميع المنظمات الفلسطينية، سواء المقيمة منها في سوريا أو التي لها مجرد تمثيل محدود، تلقت منذ الشهر الماضي تحذيراً من «علي مملوك» رئيس مكتب الأمن الوطني ( وبعضها من المخابرات العسكرية) بعدم استخدام الأراضي السورية للقيام بأعمال مسلحة أو غير مسلحة (تظاهرات تضامنية حدودية) ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراض السورية. وشمل التحذير كلاً من : الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ الجبهة الشعبية – القيادة العامة؛ حركة حماس؛ فتح - الانتفاضة؛ حركة الجهاد الإسلامي؛ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ جبهة النضال الشعبي الفلسطيني؛ الصاعقة.
وبحسب المصدر، فإن «مملوك» أكد لهذه الفصائل بالمقابل أن الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية المعنية ستقدم لها التسهيلات الضرورية إذا ما أرادت إرسال مقاتلين إلى لبنان للمشاركة في الأعمال العسكرية عبر الحدود اللبنانية – الفلسطينية(مع إسرائيل). وهذا ما يفسر تشييع عدد من المقاتلين الفلسطينيين السوريين في سوريا مؤخراً بعد استشهادهم في الجنوب اللبناني. وكان آخر هؤلاء اثنان من «الجهاد الإسلامي» ( محمد أحمـد صالح ومالك أحمد عمر) شُيعا أول أمس في «مخيم خان دنون» جنوب دمشق بعد استشهادهما في جنوب لبنان!
وأكد المصدر أن «مملوك» والمخابرات العسكرية أشارا لمن اجتمعا بهم من ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى أن سوريا «ترتبط باتفاقيات دولية تفرض عليها التزامات أمنية وقانونية وسياسية»، في إشارة منه إلى التفاهم السري الموقع بين وزير الخارجية الأميركية «هنري كيسنجر» (بالنيابة عن إسرائيل وكضامن للتفاهم باسم الولايات المتحدة) و «عبد الحليم خدام» ( نائب رئيس الوزراء و وزير الخارجية وممثل الحكومة السورية) في 28 أيار/ مايو 1974.
هو تفاهم يعتبر ملحقاً غير معلن بـ«اتفاقية فصل القوات»، ويتضمن ست نقاط ذات طابع أمني تتعلق بضمان الحكومة السورية لأمن المستعمرات /المستوطنات الإسرائيلية وقوات الاحتلال في الجولان المحتل، ويُعتبر أي خرق للتفاهم بمثابة خرق لاتفاقية فصل القوات نفسها، ويعطي الحق للولايات المتحدة بأن تقف إلى جانب إسرائيل في أي رد تقوم به على أي خرق، دون أن يكون للحكومة السورية حق الاحتجاج على ذلك!