على الجميع أن يخرج من رأسه أي وهم يتعلق بما يسمى «محور المقاومة». هذا المحور الخرافي المزعوم مردوع... مردوع ...مردوع.. حتى النخاع. انتهت كل الوعود والتهديدات التي سمعناها على مدار السنوات السابقة.
قصف بيروت يوم أمس كان كاشفاً للحقيقة المرة، وأسدل الستار على كل الأوهام .عندما يجري قصف بيروت، بل قلب الضاحية الجنوبية، ولا يجري الرد على ذلك حالاً وفي الدقيقة نفسها في قلب تل أبيب، تنفيذاً لوعود وتعهدات سابقة، ومعادلات وُضعت منذ سنوات،علينا أن ندرك أن كل «معادلات الردع» انتهت، وأن بيروت أصبحت «دمشق أخرى»، وسيعود لبنان إلى ما كان عليه منذ العام 1948 وحتى العام 2006: مسرحاً للعربدة الإسرائيلية في كل وقت وكل لحظة. ومن الآن فصاعداً، من حق اللبنانيين أن يطالبوا «حزب الله» بتسليم سلاحه للدولة (حين توجد دولة وليس حكومة عميلة تديرها السفارات والقناصل، ستقوم ببيع هذا السلاح خردة لأي معمل حديد).
بالمناسبة: ليس عيباً وليس عاراً أن تكون مردوعاً من إسرائيل. فقوتها النارية لا أحد يستطيع مواجهتها، و«شجاعتها» المجنونة لا يمكن لأحد أن يتحداها باستثناء الحفاة الجياع من أهل غزة، بعد أن خسروا وطنهم كله، ولم يعد لديهم ما يمكن أن يخسروه إلا كرامتهم الإنسانية والوطنية. يمكنها بطرفة عين أن تقلب بيروت ودمشق و مدن إيران الكبرى رأساً على عقب بالسلاح النووي بغمضة عين. وسيكون العالم كله معها دون أي تردد بعد أن رأينا ما رأيناه في غزة.
من حق «نصر الله» أن يخاف وأن يكون مردوعاً ومرعوباً، ليس شخصياً ( فلا أحد يستطيع المزايدة على من يقدم أولاده شهداءَ في الخطوط الأمامية)، ولكن لأنه يخاف على بيئته وبلده، ولأنه يعرف أن بلده سيُمسح عن وجه الأرض فوراً إذا ما تمادى أبعد من اللعب من النطاق المسوح به الذي يمكن لإسرائيل أن تحتمله. وخوفه مختلف عن خوف ورعب حاكم دمشق. فهذا الأخير معروف أنه عميل حقير و وكيل للمشاريع الأجنبية، كما كان أبوه منذ العام 1970، بدليل أنه تسبب بتدمير بلده بما يعادل أكثر من 10 قنابل نووية دون يرف له جفن؛ ويعرف أنه هو وعائلته شخصياً من سيدفع الثمن.
تخبزوا بالأفراح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإلى اللقاء في مذبحة أخرى... إذا بقي أحد منا في هذه المذبحة!.
(*) ـ تعبير «محور المقاومة» خاطىء أساساً، ويجري استخدامه على سبيل الخداع والتضليل وأكل الحلاوة بعقول الناس. فالمحور يعني تحالفاً أشبه بأي حلف سياسي/ عسكري. أما هنا فمجرد تعاون انتقائي/ موسمي بين عدد من المنظمات ودولة مثل إيران. وبالتأكيد سوريا لا علاقة به من قريب أو بعيد، فهي مجرد «معبر جغرافي» يستثمره نظامها ويؤجره مقابل مكاسب ورسوم مالية أو سياسية أو ديبلوماسية كـ«قناة السويس»أو غيرها من المعابر.