فاحت رائحتها العفنة حتى ملأت سماء سوريا كلها، إلى حد أن مزبلة النظام نفسها، رغم كل عفونتها القاتلة، لم تستطع تحمّل روائحها الكريهة.
كان الشعار الثابت الوحيد للنظام طوال أكثر من نصف قرن: بإمكانك أن ترتكب الموبقات والجرائم كلها، بما في ذلك الخيانة الوطنية العظمى. هذا كله مسموح ويمكن غفرانه. أما أن تخونني، فهذا يعني نهايتك، لأنني أنا الوطن ورب الوطن، وليس حضنه فقط!
بدأت القصة عند زواجها الأول من صديق «جدعون كوتس גדעון קוץ ». ولم يكن الزواج سوى «مهمة أمنية إقليمية» داخل ... السراي!!
في دولة العصابات والمافيات والجواسيس يفضّل الله أن يعمل في أوقات فراغه ...إلهاً للحوادث المرورية.
«ليرحمها الله ... ربُّ الحوادث المرورية» !
حادث السيارة الذي ... لم يقع!
كنت مساء اليوم في حديث مع طبيب حوادث (يعمل في قسم الإسعاف بإحدى مشافي دمشق)، وخلال الحديث قال لي: أعرفك شخصاً لماحاً أكثر من ذلك! هل أنت مقتنع بأن سيدة القصر، الشيف "مدام ناش كري"، حصل لها ما حصل بسبب حادث سيارة؟ ألم تشاهد السيارة التي لا يمكن أن يتأذى فيها ولو صوص إذا ما تعرضت لحادث من هذا النوع!؟
أعترف بأني لم أرَ السيارة من قبل، رغم أن صورتها متوفرة على الإنترنت. وحين رأيتها لم يكن بإمكاني إلا أن أوافق الطبيب من حيث المبدأ.
الحادث المزعوم واحد من أغرب الحوادث من حيث نتائجه. فالصدمة المزعومة حصلت على الجهة اليسرى من السيارة، ومركز الضربة الرئيسي يبدو بعيداً عن المقعد الأمامي (في الزاوية اليسرى الأمامية)،فضلاً عن أن السيارة لم تخرج عن مسارها إلا قليلاً جداً . وهذا ما يؤكد أن الصدمة المزعومة كانت خفيفة، وسرعة السيارتين كلتيهما عادية. وما يؤكد ذلك أيضاً هو أن زجاج السيارة لم يزل كما هو، ولم يتعرض ولو لخدش صغير. حتى المرآة العاكسة إلى يسار السائق، وهي هشة جداً كما هو معلوم، ويمكن اقتلاعها من مكانها حتى باليد وبجهد عضلي عادي، يبدو أنها بقيت في مكانها ولم تتعرض سوى لأذى بسيط! فكيف تعرضت راكبة السيارة لكسر في الجمجمة و نزيف داخلي في الدماغ …إلخ، كما قيل!؟ هذا مع العلم بأنها لم تكن
تقود السيارة، بل تجلس إلى جانب السائق (أي الجهة الأخرى من مكان الاصطدام المزعوم) أو في المقعد الخلفي! كما ويلاحظ أن "الحقيبة/ الوسادة الهوائية" كانت تعمل (وهي التي تظهر على التابلو الأمامي كما أعتقد، رغم خبرتي البائسة بالسيارات، خصوصاً سيارة "بي إم في" من هذا النوع، والتي لم أركبها في حياتي!).
إضافة لذلك، و وفق المعلومات المتداولة، فإن السائق والمرافق كليهما، لم يتعرضا لأي أذى، رغم أن السائق هو الأقرب إلى جهة الصدمة!!؟
بحسب تعبير الطبيب : كانت السيدة "ناش كري" ضحية حادث سيارة … لم يقع عملياً!