تقويم شبه نهائي للعدوان / الرد الإسرائيلي على إيران

ـ كان باهتاً جداً ، بخلاف الهجوم الإيراني الأخير على المواقع العسكرية الإسرائيلية الشهر الماضي (قارن الشريطين).

ـ بخلاف كل عنترياتهم وتسريباتهم على مدى الأسابيع الماضية، عن أنهم سيدمرون المنشآت النفطية و النووية و«أن الله وحده يعرف ما الذي سيحصل في إيران، ولن يعرف الايرانيون ما الذي حصل بعد أن نضربهم»( كما قال وزير الحرب «غالانت» حرفياً)، بدا من الواضح أن الإسرائيليين انصاعوا تماماً للتوجيهات الأميركية بعدم القيام بهجوم استفزازي يرغم الإيرانيين على رد مجنون ومنفلت يفتح المنطقة على تداعيات لا يريدونها، خصوصاً على أبواب الانتخابات الرئاسية. فلم يستهدفوا أي منشأة مدنية أو استراتيجية إيرانية. فجميع أهدافهم كانت مواقع عسكرية،بما في ذلك مستودعات عسكرية ومنشآت لتصنيع الصواريخ ( مع ذلك، علينا أن ننتظر ما قد يسربه الإسرائيليون و/أو الأميركيون خلال الساعات والأيام القليلة القادمة من صور للأقمار الصناعية تظهر الأهداف التي هاجموها وما حصل فيها ولها).

ـ حتى عدد المواقع التي استهدفوها في إيران كان منضبطاً ومساوياً تماماً للمواقع التي استهدفتها إيران في إسرائيل (عشرين موقعاً بالضبط !!). وأصداء عدم الرضا الإسرائيلي عن الرد بدأت تظهر في بعض تعليقات الإعلام الإسرائيلي، رغم أنه يوم العطلة الأسبوعية المقدس يهودياً، والنشاط الإعلامي في أدنى مستوياته.

ـ كان الإيرانيون مستعدين، بخلاف الإسرائيليين خلال الهجوم الإيراني الثاني الذي فاجأهم. ونجحت الدفاعات الجوية في إسقاط عدد كبير من الصواريخ الإسرائيلية كما أظهرت لقطات صورها الناس في سماء طهران ومناطق أخرى.

ـ وفق جميع عمليات التوثيق المتوفرة حتى الآن، لم تدخل أي طائرة إسرائيلية المجال الجوي الإيراني، فقد قامت بمهمتها من المجال الجوي العراقي (في الجنوب والشمال)، بما في ذلك عمليات تزويد الطائرات المهاجمة بالوقود. حتى نظام الجواسيس الأردني بدا متردداً ( كما يبدو حتى الآن) في السماح للإسرائيليين باستخدام مجاله الجوي نتيجة للرسائل الديبلوماسية التي تلقوها من إيران، فلجأ الإسرائيليون إلى «كوريدورين» جويين في المجال الجوي السوري ، ذهاباً وإياباً: واحد في ريف درعا وريف دمشق الجنوبي، وصولاً إلى الجنوب العراقي؛ والثاني من خلال «فتحة حمص» والبادية السورية وصولاً إلى «محافظة صلاح الدين» العراقية! (لدي شريط لطائرة إسرائيلية «إف15» ليس واضحاً إن كانت تعبر المجال الجوي الأردني أو السوري، فهي ملتقطة في أقصى الشمال الأردني، قريباً من الحدود السورية).

ـ على الأرجح جرى إقفال دائرة الردود المتبادلة، على قاعدة «واحدة بواحدة». وهذا ما يتضح من البيانات العسكرية الرسمية الإيرانية، التي خلت من أي إشارة لاحتمال حصول رد. وربما كان قرار الإسرائيليين بتنفيذ الرد الآن، بعد تأجيله أكثر من مرة، وليس بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، عائداً إلى إدراكهم أن فوز «ترامب» في الانتخابات لم يعد مضمونأً كما كان قبل ترشيح «كمالا هاريس»، وبالتالي من الأفضل لهم العمل وفق مبدأ «عصفور باليد أحسن من عشرة على الشجرة» !!!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات