«ماكس بلومنتالMax Blumenthal» ماكينة إعلامية جبارة لا نظير لها في وجه إسرائيل، وعلامة فارقة لقرننا الواحد والعشرين. أوقفَ الإعلامَ الإسرائيلي والغربي على ساق واحدة منذ خمسة أشهر، وأصابه بالهستيريا؛
عشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية، فضلاً عن المئات من الحسابات الحقيقية والمزيفة على مواقع السوشال ميديا، وأجهزة مخابرات بكاملها، شغلها الشاغل على مدار الساعة محاولة تفنيد تقاريره و تلطيخ سمعته، بما في ذلك فبركة القصص الحقيرة حتى عن حياته الشخصية!
كل ذلك لسبب واحد: قدرته المدهشة على تعرية الرواية الإسرائيلية- الأميركية عما جرى و يجري في غزة، وما ينجزه في كشف أكاذيبها. يساعده في ذلك إجادته الممتازة لما يسمى اللغة "العبرية"(اللغة الإسرائيلية). وهذه حالة نادرة في أوساط اليهود الغربيين، والأميركيين منهم على وجه الخصوص، ممن لم يعيشوا في إسرائيل.
ظاهرة لا شبيه لها إلا الصحفي الأميركي «سيمور هيرش» خلال حرب فيتنام. يومها استطاعت تقاريره أن تنزل الملايين من الأميركيين إلى الشوارع ضد الحرب. وهناك مقولة شهيرة لـ «نوآم تشومسكي» تقول: ثلاثة هزموا الأميركيين في فيتنام: صندل/ شاروخ «هوشي منه» و عبقرية الجنرال «نغوين جياب» وتقارير «سيمور هيرش! »
كان «هيرش »في السابعة والعشرين من عمره فقط حين كشف مذبحة «ماي ماي» التي اقترفها الجيش الأميركي في فيتنام. وكان اكتشافه لها وتحقيقه عنها، الذي نال عليه جائزة «بوليتزر» في العام 1969، نقطة انعطاف في الحرب. وهو أيضاً - بالمناسبة - ينحدر من الطائفة اليهودية، أطال الله في عمره وأعطاه الصحة.
أعظم وأنبل الناس أولئك الذين يتجردون من طوائفهم وأقوامهم ويقفون ضدها حين تكون على باطل وحين يتعلق الأمر بالحق والحقيقة والكرامة البشرية؛ وأعظم الكفاح والانتصارات ليس ضد العدو وعليه، بل ضد الثقافة الطائفية والعرقية التي يمكن أن يكون تربى عليها المرء. هنا، وهنا فقط، يمكنك اكتشاف واختبار المعدن الأصلي للناس ومدى قدرتهم على التجرد من تربيتهم الطائفية أو العرقية.
*لمن يحب متابعته، حسابه على «تويتر@MaxBlumenthal»
وتقاريره في موقع «غري زون» الأميركي thegrayzone.com