هل دمّرت الغارة الإسرائيلية بطارية ورادار «إس 300» قرب موقع «نطنز» الإيراني؟ وهل زود الروس شركاءهم الإسرائيليين بترددات هذه الصواريخ كما فعلوا في العام 1980؟
نشرت وسائل الإعلام الغربية اليوم ما قالت إنه صورة جوية لموقع بطارية «إس300» التي تسلمها الإيرانيون من روسيا في العام 2016، وهيكل رادارها ، وهو من نوع « 96L6E». وقالت إن الصورة توضح أن الغارة الإسرائيلية صباح أمس الجمعة على الموقع قرب "نطنز" دمرت البطارية وهيكل رادارها أو خربتهما.
الصورة سيئة جداً للأسف ولا يمكن استخلاص أي نتيجة جازمة منها، خصوصاً وأنها لم تحدد إحداثيات الموقع (كما يجري عادة في الصور الفضائية)، ولا توقيت التقاطها، وأن الحديث كان يجري في قنوات غربية أخرى عن أن البطارية تقع في قاعدة «شهيد وطن بور» جنوبي أصفهان (البعيدة عن «نطنز» أكثر من مئة كيلو متر إلى الجنوب)!
بالتزامن مع ذلك، نشرت مواقع عراقية ما قالت إنه بقايا صاروخ إسرائيلي عثر عليه في منطقة «العزيزية» جنوب بغداد عقب الغارة الإسرائيلية.
وتتقاطع هذه المعلومات مع ما قاله مسؤول أميركي كبير لقناة « إي بي سي نيوز» الأميركية اليوم عن إنه «تم إطلاق 3 صواريخ من طائرات مقاتلة إسرائيلية من خارج المجال الجوي الإيراني».وقال المسؤول إن الإسرائيليين كانوا يستهدفون موقع رادار للدفاع الجوي بالقرب من أصفهان وهو جزء من حماية منشأة نطنز النووية .
بالطبع، هذا الكلام هراء من الناحية العلمية العسكرية، فيما لو صح ما نقلته القناة عن هذا المسؤول، ولا يوجد خطأ في نقل أقواله. لأنه لا يمكن أن تنصب بطارية صواريخ في أصفهان … لحماية موقع في «نطنز! »
مع ذلك، لا يمكن استبعاد مسألة تدمير البطارية والرادار، بغض النظر عن مكان وجودهما. فقد ثبت أنهما خردة تكنولوجية منذ أن فشلتا في التصدي لغارة إسرائيلية في المرة الوحيدة التي استخدمتا فيها في سوريا قبل سحب هذه البطاريات إلى روسيا بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا. وكانت روسيا رفضت تسليم هذه البطاريات إلى إيران طوال سنوات رغم أن طهران كانت دفعت ثمنها، لمجرد أن «نتنياهو» طلب من كلبه «بوتين» أن يفعل ذلك. ولعل الأكثر خطورة من ذلك، فيما لو تأكد الأمر، أن يكون الروس أنفسهم زودوا الإسرائيليين بالترددات التي تعمل عليها البطارية ورادارها، كما سبق وحصل معنا في العام 1980، حين عمد «السادات» ( وكبير الخبراء السوفييت في مصر) إلى تزويد الأميركيين و /أو الإسرائيليين بالترددات الثلاثة الخاصة بصواريخ «كفادرات» (سام6)، ما مكن إسرائيل بعد عامين من تدمير جميع بطارياتها التي دخلت إلى لبنان خلال عدوان العام 1982!
في جميع الأحوال، ليس واضحاً حتى الآن ما جرى أمس في إيران، ولا يمكن الركون إلى أية معلومات نشرها أو سربها الطرفان، لأن كليهما يتجنبان قول الحقيقة، كل لأسبابه الخاصة.
ولعل ما قاله موقع «واللا» الإسرائيلي المقرب من «نتنياهو» وحزبه تكثيف منطقي للحدث. فقد وصف الرد الإسرائيلي بأنه «عملية مركّزة تتيح للإيرانيين حيز إنكار، وتسمح بألا يُستدرجوا في أعقابها إلى رد على رد». أما السبب في ذلك، فهو - كما قال - «إرضاء للولايات المتحدة التي شددت على وجوب عدم فتح جبهة جديدة، ومواصلة التركيز على قطاع غزة كساحة حرب أساسية، لأن فتح جبهة حربية جديدة ليس مصلحة إسرائيلية في الوقت الراهن».