لماذا لا تعين دول الخليج سفراء لها في دمشق سوى من عملاء وكالة المخابرات المركزية و /أو الموساد ذوي السيرة المهنية الإجرامية!؟
بعد قيام المستعمرة الإسرائيلية الإماراتية بتعيين «حسن أحمد الشحي» سفيراً لها في دمشق، وهو عرّاب وبطل اختراق «الموساد» للسودان ونظامه، أقدم «أبو منشار» على تعيين «فيصل بن سعود المجفل» سفيراً له في دمشق.
و بالتوازي مع ضرب دفوف وطبول الفرح في مغاور وكهوف النظام السوري وجحور سعادينه، جرى تجهيل الهوية الحقيقية لهذا السفير المافيوزي المجرم في وسائل الإعلام!
«فيصل المجفل» (وهذه حالة شاذة وغريبة إدارياً حتى في السعودية) ضابط برتبة لواء في الاستخبارات العسكرية لجيش آل سعود، وليس في المخابرات العامة، ولا يزال يحتفظ برتبته العسكرية، التي تفترض تبعيته لوزارة الدفاع وليس وزارة الخارجية! وقد لعب دوراً خطيراً في الساحل الأفريقي الغربي، انطلاقاً من الكاميرون، حيث كان هناك في مهمة عمل رسمية مع وكالة المخابرات المركزية و الموساد منذ العام 2019 تتعلق بالأنشطة المشتركة المشبوهة، السياسية والأمنية، والتي تتراوح ما بين مطاردة «الشيعة» اللبنانيين في الغرب الأفريقي، لاسيما منهم العاملين في مجال استخراج وتجارة المعادن النفيسة المستخدمة في الصناعات الإلكترونية الحديثة و«أشباه الموصلات»، بدعوى أنهم عملاء لـ«حزب الله»، وبين السمسرة لصالح شركات السلاح وتكنولوجيا الاتصالات الإسرائيلية! وتتمتع الكاميرون بعلاقات وثيقة مع إسرائيل والموساد منذ أواسط الثمانينيات الماضية حين كانت من بين أوائل الدول الأفريقية التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل بعد قطعها على خلفية حرب أكتوبر 1973.
وطبقاً للمعلومات المتوفرة، فإن آخر «اجتماع عمل» عقده «المجفل» في العاصمة الكاميرونية «ياوندي»، قبل عودته إلى دمشق، كان في 30 أكتوبر الماضي مع مدير وكالة المخابرات المركزية « ويليام بيرنز»، الذي كان في زيارة رسمية إلى الكاميرون ، و المبعوث الإسرائيلي الخاص إلى تلك الدولة « رافائيل موراف Raphael Morav».
وهناك معلومات متداولة في الكاميرون، لكنها لم تتأكد بعد، تفيد بأن هذا اللواء المخابراتي السعودي، المتنكر بزي ديبلوماسي، متورط بطريقة ما مع أركان سفارته، ومع رئيس الاستخبارات الكاميرونية «ليوبولد مكسيم إيكو إيكو Léopold Maxime Eko Eko» في اختطاف واغتيال صحفي التحقيقات الكاميروني المعروف جيداً في بلاده «مارتينيز زوكو Martinez Zogo» العام الماضي على خلفية تحقيقاته بشأن عدد من ملفات الفساد وأعمال المافيا التي تورطت فيها السعودية وإسرائيل!؟
للتذكير: شاركت السفارة السعودية في دمشق، لوجستياً وأمنياً، إلى جانب الاستخبارات الأردنية والأميركية في العملية المشتركة التي أدت إلى اغتيال «عماد مغنية» في العام 2008. والمعروف عن دورها، طبقاً لوثائق النظام الرسمية، أن بعض أفراد قوة الكوماندوز التي نفذت الجريمة لجأ إلى السفارة السعودية، حيث قام السفير آنذاك «أحمد بن علي القحطاني» بوضع سيارات تحمل لوحات ديبلوماسية تحت تصرفهم وإخراجهم إلى الأردن! وبعد شهر على ذلك، وبعد افتضاح دوره، جرى سحبه من سوريا بهدوء ودون ضجيج ونقله إلى قطر!