داعش "خليقة وإلا صنيعة"؟

Photo

التطرف الشيعي في العراق وغلبتهم على أهل السنة واضطهادهم لهم بالاستعانة بالأمريكان أولا ثم بالنفوذ الإيراني ثانيا أعقب في المواطنين السنة شعورا بالغبن والقهر ومنهم البعثيون جنود صدام ومن بينهم الحرس الجمهوري ونخبة الجيش العراقي الذي "تبخّر" إثر الغزو الأمريكي للعراق.

عدد من قادة البعث العسكريين والحرس الجمهوري انضموا إلى داعش، خاصة وأن صدام قد عمل على تغيير عقيدة الجيش إثر غزوه للكويت، وأصبحوا من قادة داعش، أو حلفائها.

الجيش العراقي لما هرب من أمام داعش هرب من أمام قادته القدامى ونخبته والحرس الجمهوري..وعدد آخر من المقاتلين المتمرسين في العديد من جبهات القتال في العراق والشام وفي أفغانستان والشيشان وغيرها..وهذا ما يفسر جزئيا ذلك الهروب الكبير، فضلا عن عدم استعداد أعداد كبيرة من الجيش المكون حديثا لدفع ثمن الصراع الشيعي السني وأن يكونوا أداة في يد الشيعة لمزيد إحكام سيطرتهم على الشعب العراقي من خارج توزيع معقول للسلطة بآلية يتم التوافق حولها عراقيا.

النظام البعثي العلماني رغم كونه نظاما مستبدا منع في السابق الفتنة الطائفية. لذا فإذا كانت داعش في العراق "مفهومة" نوعا ما ويمكن اعتبارها ولو جزئيا إفرازا موضعيا للوضع العراقي المعقد وغير المنصف، دون إضفاء أي مشروعية أخلاقية عليها بطبيعة الحال، نظرا للجرائم الفظيعة التي ترتكبها، ونظرا للإسهام الأمريكي في خلق حالة التشظي هذه في العراق وسوريا…فإن داعش سوريا وداعش ليبيا وتونس وغيرها لا يمكن فهمها بنفس الكيفية…وهي هنا لدينا "صنيعة" موش "خليقة".

وفي الأخير هذه ظاهرة مركبة وفي عمومها مصطنعة وهي كفيروس المخابر الذي يولّد لتحقيق مكاسب وأرباح، فيجب الاستعداد له بسياسات التوقي واللقاح أولا، ثم بالمواجهة والسلاح ثانيا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات