مسألة العودة إلى الأسبوع المغلق في نهاية السنة:

Photo

عودة وزارة التربية مؤخرا عن صيغة الامتحانات التي اعتمدتها خلال الثلاثي الأول إلى صيغة الأسبوع المغلق في نهاية السنة مع دمج الثلاثيتين الثانية والثالثة في سداسي واحد ضارب 3، دليل من الأدلة على التخبط الذي وقعت فيه وزارة ناجي جلول في الإصلاحات التربوية التي شرعت في تطبيقها من خارج المسار التشريعي الشامل والكامل لهذا الإصلاح. وهو يفضح الرغبة في الالتفاف على ذلك المسار الذي يمر عبر مجلس نواب الشعب وبالتحديد لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي بدايةً.

والعودة إلى نظام الأسبوع المغلق بعد فشل تجربة إيقاف العمل به بطريقة غير مدروسة علامة من علامات التسرع والارتجال واختيار مسلك الشعبوية على حساب العودة إلى أهل الذكر والخبرة في مجال التقييم التربوي والزمن المدرسي.

لقد تسبب توقيف العمل بالأسبوع المغلق في عدة مشاكل أربكت سير العمل العادي للدروس والامتحانات، نورد بعضها على سبيل الذكر لا الحصر:

- توجد في التعليم الثانوي بعض المواد التي يتطلب الاختبار فيها ثلاث ساعات، بينما أطول حصة في الدروس هي ساعتان، مثل الرياضيات في الأقسام النهائية، وبالتالي يستحيل إجراء هذا الاختبار في ظروف العمل العادية، فيضطر أستاذ المادة عندئذ إلى "اقتراض" ساعة من أحد زملائه، أو إجراء الفرض خارج الدوام العادي للدروس، أي خارج جدول الأوقات، مساء الجمعة، أو صباح الأحد على سبيل المثال.

- توجد مواد يدرس أساتذتها سبعة أو عشرة أو اثني عشر قسما من نفس المستوى. مثل التربية الموسيقية، أو التربية المدنية أو الإسلامية. بحيث يكون على أستاذ الموسيقى أو التربية الإسلامية مثلا إعداد اثني عشرة اختبارا مختلفا لأقسام السنة الأولى ثانوي التي يدرسها بمعدل ساعة ونصف في الأسبوع، وإعداد اثني عشر بارامًا، وذلك لتجنب اطلاع بقية الأقسام على الاختبار الذي يجريه بعضها الآخر. وهذا أمر مرهق جدا للأستاذ، فضلا عن أن حجم المادة التي وقع تدريسها خلال ثلاثية لا يسمح بهذا القدر من التنويع في الاختبارات.

- بهذا النسق الذي لا تنقطع فيه الدروس العادية أيام الامتحانات يلحق بالتلميذ إحراج وإرهاق كبير، لأنه في الوقت الذي يعدّ فيه لامتحان مادة من المواد، هو مطالب بإعداد واجبات المواد الأخرى. مثل أن يعدّ لامتحان تقنية، ويقوم بشرح نص العربية قبل الدخول إلى حصة العربية.

- ...الخ.

لكل هذا وغيره، أيقن المسؤولون في وزارة التربية ومديرو المؤسسات التربوية والأساتذة أن ما فرضته عليهم الوزارة من نسق للامتحانات عملية فاشلة واختيار مرتجل. ولذلك تم العدول عنه لصالح دمج الثلاثيتين الثانية والثالثة في سداسي واحد ضارب 3 مع ثلاثية أولى ضارب 1. وكان الأجدر بالوزارة في تقديري، العودة إلى نظام الأسبوع المغلق في الثلاثيتين المتبقيتين، لأن اختبار التلاميذ على مكتسبات سداسي كامل، خاصة في السنوات ما قبل النهائية، أمر يشق عليهم ويحرمهم في الآن نفسه من تعدد فرص تحسين مستواهم تدريجيا بثلاثية ثانية ضارب 2 وثلاثية ثالثة ضارب 2 كذلك، ريثما تتم دراسة هذه المسألة منذ الآن إلى السنة القادمة أو التي تليها بكل تأن وفي ضوء الإصلاحات التي قد يتم إقرارها ضمن تصور شامل يستوعب مسألة الزمن المدرسي وتوسعة البنية التحتية للمعاهد وإعادة النظر في المضامين في سياق نقل تعليمي ملائم للاختيارات التي سيتم الاتفاق حولها بخصوص مناهج التعليم الجديدة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات