بعد سبات عميق وتجاهل سحيق تفيق وزارة التربية على حقيقة وجود عشرات الجمعيات والشبكات التربوية التي من المناسب إمضاء عقد شراكات معها. ومنذ ثلاثة أيام وهاتف مكتب مستشار الوزير المكلف بالجمعيات لا يكف عن الاتصال برؤساء هذه الجمعيات والشبكات يستحثهم على حضور حفل توقيع اتفاقيات إطارية وعقود برامج مشتركة بالجملة وبالبالة في إحدى سهرات رمضان بإحدى المؤسسات التابعة للوزارة.
لماذا تبادر الوزارة الآن، في هذا الوقت بدل الضائع، لمحاولة تدارك ما كان عليها القيام به منذ 14 شهرا تاريخ انطلاق الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية، لضمان المشاركة الديمقراطية للمجتمع المدني في هذا الحوار؟ لماذا تجاهلت الوزارة ومسؤولوها اتفاقات الشراكة الممضاة فعلا معها قبل قدوم ناجي جلول إليها، مثل الشراكة التي أمضاها الوزير فتحي الجراي مع جمعية تطوير التربية المدرسية أو مع شبكة التربية والتكوين والبحث العلمي؟
الآن و"كل يد شدّت أختها" وتمت صياغة الكتاب الأبيض للوزارة وتم التلاعب "كما حبت الشريعة" وكرهت، بهذه الشراكات، وحتى بشراكة الوزارة مع اتحاد الشغل، عندما يتجاهل وزير التربية شريكه هذا وينسب الكتاب الأبيض لحزبه حزب نداء تونس، ثم يتراجع عن ذلك بعد ذلك (تصرفات وتصريحات غير مسؤولة) متمنيا أن يكون بالفعل لنداء تونس مثل هذا البرنامج الإصلاحي (وهو يعلم أنه أفرغ من فؤاد أم موسى). الآن وقد "انتهى كل شيء" (وفي الحقيقة لم ينته شيء وعلينا الوقوف أمام تمرير القانون التوجيهي الجديد)وهذا هو الرسمي) الذي يرغب جلول وجماعته في تمريره من دون حصول وفاق وطني من حوله) يتكرم علينا السيد الوزير ومستشاره بطريّف مخارق وزلابية وشويه سترون، لنبتلع الطعم.
طعم إثبات أن المجتمع المدني كله مشارك ومبارك للسيد الوزير في مشروعه المسقط على المجموعة الوطنية. لمن يريد الوزير إثبات هذا الأمر؟يريد إثباته لثلاثة أطراف: واحد خارجي واثنان داخليان. فأما الخارجي فهو الاتحاد الأوروبي ليستمر في تسلم تمويلات الإصلاح منه. والطرفان الداخليان هما: الحكومة والبرلمان، لتمرير مشروع قانونه القادم إليهما وعليهما.
إنا نراكم بكل شفافية بقدر ما تتتعاملون معنا بكل تعتيم ولا شفافية.