يهمني بصفتي مرب وتربويا ومثقفا أن أبدي الملاحظات التالية بمناسبة قضية الزميلة المعلمة في حي البحري بصفاقس التي منعت من التدريس من قبل مجموعة من أولياء التلاميذ على خلفية اتهامها بالإلحاد:
- كرامة المربي خط أحمر.
- مصلحة التلميذ وحسن تربيته وتعليمه غاية قصوى.
- تحييد المدرسة عن التجاذبات الإيديولوجية والحزبية فصل دستوري (الفصل 16.(
- ترسيخ الناشئة في هويتها العربية الإسلامية تضمنه الدولة دستوريا عبر المؤسسة التربوية.
- حرية الضمير مضمون دستوريا ولكنه شأن خاص لا يُقحم في المدرسة إلا بما يتوافق مع الدستور ومع مناهجها المقررة رسميا.
- حماية المقدسات متأكد دستوريا.
- الديمقراطية المحلية والتشاركية مضمونة في الباب السابع، وعليه فللأولياء الحق المشاركة في رعاية مصالح أبنائهم التربوية والتعليمية دون تعدّ على صلوحيات الإدارة والمربين والضوابط القانونية، وإنما بروح التعاون وفي إطار ما يسمح به القانون.
- النقابات تعمل تحت سقف الدستور والقانون العام وقانونها الأساسي غير المتضارب مع المرجعيات الدستورية والقانونية وليس وفقا للاتجاهات الإيديولوجية لا الماركسية ولا العلمانية ولا الإخوانية ولا القومية ولا غيرها.
وعليه، فإني أرى وجوب فتح تحقيق محايد إداري وعدلي في ما حصل أخيرا في صفاقس.
ملاحظة بخصوص التعامل مع الآذان في الأقسام الدراسية:
أرى شخصيا، ومن دون تعارض مع الدستور ومع التراتيب المدرسية، أن المعلم مخير بين ثلاثة سلوكات عند سماع الآذان أثناء الدرس:
- مواصلة الدرس بغلق النوافذ أو تركها مفتوحة إذا كان ذلك لا يؤثر على السير العادي للدرس وإذا كان توقيفه مربكا لعمل المعلم والتلاميذ التلاميذ وقاطعا عليهم حالة الانتباه والتركيز.
- التوقف للحظات عن الدرس للاستماع إلى الآذان، على سبيل الاستراحة الداخلية الخفيفة.
- التوقف للحظات عن الدرس للاستماع إلى الآذان والدعاء فرديا عقبه بصوت خفيض بالدعاء المعروف "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا صلى الله عليه وسلم الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد" (لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة)، كما هو الشأن عند مبادرة المعلم بتنشيط القسم بأنشودة خفيفة لرفع الملل عن التلاميذ وتجديد الهمة فيهم. وهذا سلوك (الدعاء) يتطابق تماما مع ما أكدت الدولة ضمانه في الدستور، وهو ترسيخ الناشئة في هويتها العربية الإسلامية، بمقاربة عابرة للمواد.
- فوجب إذن عدم تهويل الأمور لا في هده الحالة ولا في تلك. والمعلم محترم ومبجل في كل الأحوال وهو حر في قناعاته طالما لم يعمد إلى فرضها على الناشئة ولم يخالف روح المناهج التربوية.