من المهمّ، من حين لآخر، التذكير ببعض البديهيات :
1 - دخول الروس إلى مياه الشرق الأوسط مشروط بالموافقة الأمريكيّة في إطار أمن إسرائيل.
2 - تدخّل الروس كان لمنع سقوط بشّار رغم دخول إيران بكل ثقلها. وعلى هذا الهدف التقت مصلحة الجميع : بشار، وإيران، والولايات المتحدة، وإسرائيل، وروسيا، رغم اختلاف الاستراتيجيات.
3 - الروس والأمريكان متّفقان على "أمن إسرائيل" الذي يتناقض مع نجاح الثورة في سوريا والتوفّق إلى تأسيس الحريّة والمواطنة السيّدة والدولة القويّة.
4 - الروس والأمريكان لا يختلفون على قتلنا، ولكن قد يختلفون على وسيلة القتل، والسبب تقاطع مصالحهما وصراعهما على مساحات النفوذ. لذلك لا مشكل في أن يُقتل الشعب السوري بقصف طائراتهم وبوارجهم أو بتفجيرات الإرهابيين وسكاكينهم ورصاصهم، وأن تُهدّم مدنه بالبراميل المتفجّرة، ومختلف أنواع المدفعيّة وصواريخ سكود، ولكن قد لا يُسمح ، في ملابسات معيّنة، بقتله بالكيمياوي.
وفي هذا يلتقي الروس والأمريكان و"المجتمع الدولي" المنافق. وهل منظّمة الأمم المتّحدة إلاّ خلاصة سياسيّة ( ميزان قوى) للحرب "العالمية" الثانية؟!!
- سببان سمحا لعقود طويلة لهذا النوع من استراتيجيات الهيمنة بأن يتواصل ويمرح في مجالنا العربي هما: الاستبداد والاحتلال، وانضاف إليهما عامل ثالث تطوّر مع اندلاع ثورة المجال العربي وهو الإرهاب. وقد ساعد الإرهاب على :
* حماية أكثر لأمن إسرائيل وتعقيد جريمة الاحتلال ( صار الاحتلال للأرض العربية صهيونيا، إيرانيا، روسيّا.)
* المدّ في عمر الاستبداد والاجتهاد في إكسابه بعدا وطنيّا وهو يواجه حركة الحرية والكرامة في تعبيراتها الأولى.
* تيئيس الناس من إمكانيّة تأسيس الحريّة ، وإحداث شرخ عميق داخل منظومة القيم المؤسسة تحت وقع جرائم الإرهاب المتدثّر بالخطاب الشريعي.
* أن يكون الخاسر هو نحن، في كل الأحوال: العدوان هو العدوان والضريبة من دمنا ومدننا ومنشآتنا وحقولنا ومستقبلنا..ولا فرق بين أن يكون الضحايا من النظام أو من الشعب والمعارضة.