من لهذه الشبيبة ؟!!!

Photo

رحم الله الشاب عمر العبيدي ابن الإفريقي ورزق أهله الصبر الجميل …

في بلادنا، تبدو درجة الاستشعار عند الاخصائيين الاجتماعيين وعلماء الاجتماع ومراكز البحث منعدمة، فلا نكاد نجد انتباها إلى الظواهر حولنا. وفي الغالب يؤتى بـ"مختصّٰين" مترهلين تدرك من جملهم الأولى أنّٰهم "بعاد برشة على الخزمة". وجانب منهم يدافع عن أجندة حزبيّة. وبعضهم الآخر "يحرّر في جورناطة".

ظاهرة الألتراس والفيراج تعبير من تعبيرات "الشبيبة المعولمة"، ولهذه الشبيبة تعبيرات تمتدّ من "عبادة الشيطان" إلى " العنف التكفيري".

يستقطب ظاهرة الفيراج ألوف مؤلّفة من الشباب عجزت الأحزاب بروحها التقليدية وبنائها الهرمي وطقوسها الماسطة، عن استيعابه.

وللألتراس تقاليده وطقوسه الاحتفالية وأهازيجه البديعة "ودخلاته" المشحونة برسائل سياسية محينة ومكثفة وقوية الدلالة ومركزة على القضايا الجماعية والإنسانية والنبيلة كفلسطين.

في برنامج رياضي، حول ملابسات وفاة الشاب عمر العبيدي غرقا في وادي مليان، بعد أن حاصره البوليس، أشار مقدم البرنامج إلى رفض "كابوات" ( قادة) الألتراس الظهور الإعلامي، فأكبرت فيهم هذا الوعي مقارنة برموز الأحزاب ورغبتهم الجامحة في الظهور التي لا تفسّٰر ، عند أغلبهم، إلاّ بفائض من النرجسية، ونوع من عبادة الصورة الشخصية.

تكلم أحد شباب الألتراس ولكنه كان يضع "كاڤول"لم أستسغ حمله، رغم أنّٰه أحالني على مرحلة في الحركة الطلابية كان فيها المتكلم في الاجتماع العام يلف وجهه بالزنّار الفلسطيني ولا يرى من وجهه إلا عيناه، اتقاء لتتبع بوليس بورقيبة وطلبة حزب الدستور الذين كانوا يمثلون عيون النظام ووشاته.

شاب الألتراس فاجأني بطلاقته ووضوحه ووعيه السياسي. واعتبر عمر العبيدي أحد أنصار النادي الإفريقي شهيدا ، فشعرت بأنّٰني في مجال سياسي آخر غير مجالنا وحياة سياسية أخرى غير حياتنا.
رحم الله عمر العبيدي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات