يدرك "صاحب المنشار" أنّٰ ذكاء الناس وأخلاقهم والفطري من أحاسيسهم الإنسانية ستكون كافية للسخرية من روايته الحمقاء وعقبة أمام إفلاته من المتابعة والعقاب من جريمته البشعة.
لذلك هو يخشى ألاّ يسعفه نهم ترامب وتحلّٰب ريقه أمام عشرات مليارات الدولارات في فرض قابلية (وليس مصداقية) للرواية الفضيحة.
ويبدو أنّٰ "رواية الشجار" مستوحاة من تسجيلات صوتية عندهم لحظة قتل الرجل وتقطيعه. وكما ظهر كذبهم واضحا في إنكارهم الجريمة وتأكيدهم على مغادرة الضحية القنصلية، فإنّٰهم سيواصلون الهرب إلى الأمام بتأويل "صخب الجريمة " المسجّل، بعد التصرف فيه، على أنّٰه الشجار المتسبب في الوفاة.
ولكن لا شيء يمنع إمكانية وجُود تسجيلات مصورة، فضلا عن أن التحقيق الحالي وما سيكون من تحقيقات متوقّعة ( لجنة تحقيق دولية) سيضيّٰق عليهم الخناق ويجرهم مرة أخرى صاغرين، وينسيهم هدفهم الأساسي الآن والمتمثل في عزل رأس السلطة عن التورط المباشر في الجريمة.
جريمة القنصلية خرجت عن سيطرة العلاقة الثنائية بين "صاحب المنشار" والإدارة الأمريكية وصارت قضية رأي عام عربي وأوروبي وأمريكي وعالمي.
تبرئة رأس العائلة الحاكمة مستحيل، وسيتواصل تخبّطهم إلى أن يقعوا ويشهدوا على أنفسهم…
قد تكون جريمة القنصلية نقطة انطلاق مهمة في كشف جوانب من حقيقة الإرهاب سلوكا وقوى داعمة. وهذا ليس فقط على مستوى دور الولايات المتحدة وآل سعود في الإرهاب، وإنّٰما في امتدادات هذا الدور في المنطقة العربية خاصة.
جريمة القنصلية وما سيكون من تحقيقات متشعبة ومن جهات متعددة قد تساعد على الوصول إلى هوية هذه الأطراف المجرمة وحقيقة الثورة المضادة من دول وساسة، وما توظيفه من جماعات تكفيرية، ولوبيات مثقفين وأكاديميين وإعلاميين، ودورها في وأد حلم الحرية والمواطنة الكريمة، وما ارتُكب من انقلابات واغتيالات وقتل وتدمير في مصر وسورية واليمن وليبيا ...وتونس( ردود الأفعال حول جريمة القنصلية في سياقنا الوطني مهمّة للغاية).