وجهة نظر :
لقاء الجبهة والنهضة ( ونراه لقاءً بين البوكت والنهضة) في بلدية العروسة ليس نتيجة جهد سياسي متأخّر أو عودة مفاجئة لوعي طال شقاؤه، بقدرما هو إملاء لا رادّ له من قبل "المحلّٰي". وهو إملاء لن يمنع مقاومة متوقّعة من "الإيديولوجي" وضغوطه السياسية.
كانت تجربة جمنة تشير بوضوح إلى أنّٰ من فرّقتهم "الدولة" يمكن أن تجمعهم "الواحة". وكأنّها تذكّرهم بأنّٰهم اجتمعوا يوما على مطلب الحرية ذات 18 أكتوبر 2005، في ظلً الاستبداد، فأولى أن يجتمعوا على تأسيسها، بعد فرضها معمّٰدة بدماء الشهداء..
سنكتشف، ربّما بعد فوات الأوان، حقيقة "المحلّٰي" الجامعة وطبيعة "المركزة" المقسِّمة، رغم دعاوى الانفصاليين من أنصار المركزة (باسم وحدة الدولة!!!) حفاظا على مصالحهم القديمة والمستجدّة.
بقاء المختلفين في المركز على اختلافهم، ولقاؤهم في الهامش يؤكّد حقيقة الانقسام الذي تعرفه البلاد ( وجود مجالين سياسييْن متجاوريْن، واقتصاديْن متوازييْن)، وأنّ رأب الصدع/توحيد البلاد أولوية الأولويّات .
وأنّ الحكم المحلّٰي، حين يستوفي أهم شروطه، يمثّٰل أحد أقوم المسالك إلى تحقيق هذه الغاية السياسية الاجتماعية الاقتصاديّة.