جوابها:
تعيشون "الحرية" ومازلتم دون " وعي الحريّة". إذ لمّا كانت الحرية ممنوحة ( منحها انتفاض الهامش المفقّر للبلد المستباح من عصابة السرَّاق) تأخّر الوعي بها عند الطبقة السياسية التقليدية "المُجهدة من عتاب الَملِك" والتي تلقّفتها في المركز وهي- مع ذلك - تعرف فرزا عميقا يكتشف الجميع تدريجيًّا حقيقتَه ودورَه، في سياقه.
السنوات الثماني بكلّ مفرداتها مسارٌ لهذا الفرز، وطريقٌ إلى قدح الوعي المنشود ًعلى أمل وضع أساسات المواطنة الكريمة.
استكمال البناء السياسي المُقَرِّر في الدستور شرط لكل كرامة ترأب الصدعيْن الهووي ( مشترك وطني) والاجتماعي ( تنمية محلية شاملة ومستدامة) ، فالمواطنة السياسية أساس والمواطنة الاجتماعية بناؤها الفوقي، رغم ما بين المستويين من جدل.
المواطنة السياسية مقدّمة للمشروع الوطني بما هو تخطّ للدولة الجهويّة المركزية الغنائميّة وبناء أسس "الدولة الأفقية" القادرة على تغطية المجالين الثقافي الرمزي والاجتماعي الاقتصادي.
مازلنا في معركة بناء الشرط السياسي، .وحجم الاستهداف الداخلي والخارجي على أشدّه…فالهدف مازال بعيدا.
هذا سؤال سبعطاش المحلي، وسؤالها الإنساني : كيف نبني الديمقراطية مشروطة بالحريّة على أنقاض الديمقراطية السائدة المشروطة بالاستعمار، لأول مرة في التاريخ الإنساني؟
وسؤالها موجَّه إلى أزمة الدولة ًالحديثة وعلاقة السياسة بالسوق بحثا عن هوية انتظام جديدة. لذلك هي ثورة الألفيّة الثالثة تفتح باب التاريخ على مصراعيه، بعد أن أوصده بإحكام مُنظّرو الدولة الحديثة، وقالوا بـ"نهايته"، وتطرح " إدارة التعارف" بديلا عن "إدارة الصراع".
دم الشهداء ما يمشيش هباء.