'الصهيونية تمسك العالم من خصيتيه' -والعبارة مأخوذة عن محمود درويش في قصيدة'طباق' في صيغة 'حاضر يمسك الغد من خصيتيه' . وفلسطين هي اختبار لكل مناضل ومثقف شريف في العالم لأنها بفضل نضال شعبها يمكن أن تشكل مقدمة لتحرير العالم بكامله من أبشع ما أنتج مع النازية وأخواتها الفاشيات ومع نظام الميز العنصري في جنوب افريقيا.
فاذا كانت هنالك اليوم قضية واحدة في العالم تستحق أن تكون بوصلة لأي مناضل أو مثقف شريف فهي تحديدا القضية الفلسطينية. واذا كانت هنالك مسألة يجب تجنبها من قبل المناضلين والمثقفين الشرفاء في العالم -من غير الفلسطينيين في الداخل وفي المنفى - فهي مسألة الواقعية وما يلزمها من تكتيك؛
- فلنترك هذا للسياسيين المباشرين للصراع على الأرض ولندافع عن القيم الانسانية وما يلزمها من استراتيجيا حتى نشكل حالة ضغط مرجعية سياسية وأخلاقية قصوى تسند المناضلين والمقاتلين وتحرج السياسيين.
- ولنعف أنفسنا وغيرنا من خطاب الواقعية والتكتيك على بعد آلاف الأميال من أرض فلسطين فانه لا يخدم الا المطبعين عندنا و المساومين في فلسطين.
-ولننخرط في جبهة ضمير سياسي وأخلاقي انساني قصوى لا تلين ونترك نصائح المستشارين السياسوية للسياسيين.
- ولنعف الفلسطينيين من نصائحنا السياسية و التكتيكية هذه لأنه اذا كان للفلسطينيين القدرة على خلق المقاتلين فلن يعجزوا عن خلق المفاوضين.
- و لنقف منخرطين في صف أصحاب الضمير والسلوك السياسي و الانساني الذي يسحب البساط من تحت أقدام القتلة و الخونة والمطبعين والمتخاذلين.
قد لا أكتب ولا أوزع صورا أو أغاني أو روابط مقالات أو غيره حول فلسطين على فايسبوك تحديدا لأسباب عديدة منها الاحساس بالعجز وبالخجل وبالقهر وبالغبن وحتى بالعبث أحيانا، ولكن -'على موت على حياة ' - فإنني أرغب في أن تبقى هذه الكلمة المبدئية الفاصلة في سجلّ تدويناتي وأتمنى أن تساهم، ولو مثل اسهام 'أثر الفراشة '، في توجيه مشاعر وأفكار وتصرفات بعض اخوتي وأصدقائي ورفاقي وقرّائي .