جنرالات أفريقيا يرقصون على إيقاع ال "تم تم" .. وبشكل جيد !

لا أحد يضاهي براعة الأفارقة في الاحساس بالإيقاع.. يرقص الأفارقة بجنون على إيقاع ال "تم تم" في حفلاتهم الصاخبة التي لا تحتاج الا لجسد متحرر من كل الضغوطات و نغمة ال "تم تم" التي تُعزف حتى على اوعية طعام فارغة ..

"دم - تك - دم" النغمة الأفريقية الاشهر.. التي بات العالم يرقص على إيقاعها اليوم بعد أن سحبته أفريقيا وجنرالاتها الجدد الي إيقاع اخباري رهيب يتغير من ساعة الي أخرى! ولكن في تلك الرقصة الغريبة عن عالم طالما عامل الأفارقة كمجموعات همجية يجوز استغلالهم كما جاز استعبادهم واستعمارهم بالأمس.. وحدها فرنسا تبكي وتنتحب على إيقاع ال " تم تم"!!

ساذج أو واهم من يعتقد أن الاحصنة السوداء من جنرالات العسكر، المنطلقة بجموح في أفريقيا ، لقلب كل المعادلات، أمر طبيعي ،أو حركة تصحيحية أو ثورية ، أو مجرد تمرّد ضد مستعمر مستتر ،يستغل ثروات شعوب أفريقية مفقّرة ويفرض رجاله في السلطة، ويقف لتحية علم ونشيد رسمي دون سيادة حقيقية.. أبدا.. التاريخ هذه المرة لن تصنعه الصدفة بل بدا مخطط لصناعته بشكل جيد هذه المرة!

جنرالات في مقتبل العمر تلقوا تعليما عسكريا جيدا في العموم.. ناقمون وغاضبون.. ويعرفون كيف يخاطبون شعوبهم بخطاب مختلف لا يضع السلطة كسلطة هي رهان مغامرتهم خطيرة.. بل استعادة الثروة والكرامة و البلدان المنهوبة من فرنسا الاستعمارية هو الشعار المركزي في تحركهم و اندفاعهم اللافت دون وجل أو خوف..

يضعون بوطهم العسكري في وجه الجميع ويبصقون مباشرة في وجه السيد الأبيض المتعجرف... انتهى زمن العبودية.. يقولون دون تردد.. أو نية للتراجع قيد انملة!

هؤلاء الجنرالات لم تأت بهم الصدفة بل تم اعدادهم بشكل ممتاز.. والأهم بصبر و بهدوء... لأن قلب المعادلة والنظام العالمي برمته لن يكون من أوكرانيا أو تايوان أو الشرق الأوسط كما يعتقد البعض .. بل من أفريقيا سيولد العالم الجديد..

ففي أفريقيا وفي الوقت التي كانت فيه قوي متعجرفة وسافلة مثل فرنسا و الولايات المتحدة منشغلة بنهب الذهب والماس واليورانيوم والتنكيل بالشعوب المسحوقة..

كانت هناك قوي أخرى تجتاح القارة وتتسلل اليه بشكل ناعم تشتغل في صمت من أجل كل ما يحصل اليوم في الغرب الإفريقي..! بوركينا فاسو ،مالي، النيجر، واليوم الغابون وغدا ربما أوغندا.. وتستمر لعبة إسقاط احجار الديمينو، حجر، حجر!

ففي أفريقيا.. الجنرالات بارعون جدا في رقصة ال "تم تم".. "دم-تك-دم"!!!!! و المستعمر القديم لا يملك لا المهارات ولا الأدوات ولا يمكن أن يجازف بدخول حرب من أجل إيقاف رقصات مجنونة في كل مكان.. يجلس في مكتبه فقط السيد ماكرون وهو يرى امبراطورية اجداده الاستعمارية وهي تنكمش وتتجعّد وينتهي صيتها وشرّها!

.... وفي كل ذلك تطحن الشعوب وتبدو الحرية بعيدة والديمقراطية ابعد!!!!!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات