و ضميرك في كل لحظة يبصق في وجهك لأنك عاجز او جبان..

أفسدوا عليك حياتك لدرجة أن بعض التفاصيل الصغيرة تحوّلت الى نوع من الاحساس بالإثم و بالذنب .. تجلس في التكييف تتذكر اصدقاء لك محشرون دون ذنب في علب خرسانة تسمّى زنزانة..تتذكّر حرب ابادة وخيام تحوّلت الي افران في مشهد غاية في التوحش..تتذكر حجم الظلم المسلط على البشر هنا وهناك.. وتعلق في وسط التراجيديا!

تختنق بالمشهد المتخيّل.. وتختنق اكثر بالسبب.. كيف لكلمة ان تزجّ بك هناك.. كيف لمن دافع عن حريته وفكره وقناعاته ان ينتهي الي ذلك المصير! تحاول ان تغادر سجنك الذي تحمله في داخلك..

مع كل خطوة في الخارج.. كل فسحة.. كل سهرة.. كل سفر.. تشعر انك تخون حرية احدهم المسلوبة.. تحاول ان تقنع نفسك ان الحياة تستمر وان الامل موجود وان لا شيء سيبقي علي حاله الي الابد..

ولكن نفسك لا تقتنع بسجنهم ولا بسلب حريتهم.. لا تقتنع بالموت المجاني ولا بالطغيان العائد..

و ضميرك في كل لحظة يبصق في وجهك لأنك عاجز او جبان.. وقد تكون جبانا فعلا ولكنك عاجز اكثر.. ومخذول اكثر فأكثر.. مخذول ممن يفترض انهم قلاع للحرية يجب ان تصمد وتتصدى وتقف في وجه الريح.. مخذول من شعب استكان كرعية.. انت مخذول و جبان وعاجز.. وتلعن نفسك من اجل كل ذلك!

ليتني كنت حجر.. كما يقول درويش. فمن الصعب ان تكون انسانا ولا تقتلك كل تلك المشاعر التي تركض في داخلك دون ترتيب وفي كل الاتجاهات..

ربما من يكون في الزنزانة يستسلم لشعور واحد بشع جدا ألا وهو الظلم.. من يقف وسط الاشلاء ينتظر ان تفتح بوابة السماء ليعبر الي الضفة الاخرى من الوجود وينهي مهزلة الحياة !

ولكن من يحمل سجنه في داخله.. يقتله في اليوم ألف شعور دون ان يعرف حتى متى ينتهي سجنه ولا متى تنتهي هذه المهزلة التي نسميها حياة !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات