هو الجميل في الموضوع اللي مؤثثي المنابر وحاملي المصادح تحت يافطة"اعلامي" وبعد سنوات من الحرث في البرك الآسنة وتقديم وتشجيع الاسفاف و الابتذال بكل انواعه.. و بعد سنوات من الاشتغال بكل اخلاص وتفان في قنوات كانت مهمتها الوحيد اجتثاث وضرب القيم ، الناس هاذم من منتهكي كل قيمة ومبدأ ..اراهم اليوم من أشدّ المتحمسين للمعالجة الامنية ومن أشدّ المنتشين بالردع .. حقهم طبعا ..هو كي تجي تشوف طبيعي جدا ..على خاطر من يفتقد للأخلاق وللقيم والمبادىء بينه وبين نفسه ولا يتعامل معها كممارسة بل كشعار تجده دائما الاكثر اندفاعا وضجيجا في الدفاع عنها أمام الناس ..يعني حالة نفسية انجمو نفهموها ..
ولكن عزيزي مؤثث المنبر قبل ان تقدّم لنا دروس الوعظ والارشاد وتندب على الاخلاق المنحورة على عتبة مجتمع العفة والنفاق ألم تكن انت يوما شريكا في صناعة الابتذال ..بلى كنت .. وعليه تبدو سخيفا ومضحكا اليوم في دور الواعظ !
نزلة الاخلاق الوافدة هذه الايام على المجتمع تقشر لبدن الحق
اما انا عندي سؤال تافه و موش مهم بلكل في سياق هذه النزلة :
هل نحن كمجتمع عدنا مشروع مجتمعي لبناء نظام اجتماعي يفهم القيم ويحترمها؟ هل تقوم الاسرة بدورها في تنشئة افراد متوازنين، "متربين" والا الامر ينتهي بلمجة ومصروف والشارع يربّي و اليوم توه الردع يربي ؟
علي فكرة الابتذال خارج اللايفات أكثر و أخطر وفي كل مكان.. وما ترونه وصدمكم نتيجة لعدة عوامل.. أسر مفككه.. اولياء هم اصلا موش متربين باش يربو صغارهم.. فضاءات موبؤة من المدرسة للشارع..
اما احنا شعب نعشق الافتاء في النتائج واستلال الخناجر ونخاف من الحديث في الاسباب بل ونتجاهلها لأنها تعرّينا جميعا!
وعلى فكرة ايضا الاستهلاك خارج الملاهي اشنع وابشع.. تحت الحيوط لعباد تستهلك في تركيبات كيمائية ودوائية خطرة وقاتلة !! والموت بالجرعات الزائدة حدث يومي. وربما كارثة الكوارث ان بلد يشهد نسب ادمان مرعبة لا يملك مراكز لمعالجة الادمان! و يترك الامر للسجون.. وهذا موضوع اخر كبير وخطير!
وعليه معالجة النتائج أمنيا لن ينقذ مجتمع تعفّنت فيه الاسباب وتخمّرت.. ابدا صلّح الفضاء التربوي.. واخلق بيئة تربوية آمنة.. اهتم بظاهرة التفكّك الاسري وضع اليات لمعالجتها بجدية.. اخلق فضاءات ثقافية قادرة علي استيعاب الشباب والمراهقين في كل شبر من الجمهورية فوحدها الثقافة تهذّب الانسان وتجعله قادر علي فهم نفسه واحترام القيم..اخلق مساحات للدفاع عن الهوية وقيمها بعيدا عن المغالاة والتديّن الاستعراضي او الاستقطابي لأفكار معينة.. حارب الامية بكل انواعها.. يفترض قبل ما تلوم الناس اللي تلهث وراء الكسب السريع فكّر في نسب خطيرة موجودة.. 20 بالماية نسبة الفقر و 16 نسبة البطالة.. اي شباب لا خدمة لا ڨدمة يأس واحباط.. لا يثق في نفسه ولا في بلده والحرقة من اكبر احلامه.. اشنوة تنتظر منو يعني في مجتمع يقيس الاخر ماديا كان موش فلوس، لحم حيّ!!! هنا العكس هو من ينتظر منك تنقذه حتي من نفسه.. موش بالحبوسات ولكن بمعالجة مشاكله.. لحبوسات هي حلّ مريح ليك ولكنه مدمّر له!
هذا غيض من فيض والامر معقّد جدا ويطول شرحه واعمق بكثير من حلّه عن طريق " هات الباڨا وعبّي" ..
سياسة القمع والردع دون مشروع جدّي متعدد الابعاد تبني جدارا من الصمت والسرية.. وتحت ذلك الجدار تتوحّش الاسباب!!