بلغ الضخّ الدعائي الصهيوني أوجه في الإعلام العربي هذه الأيّام. يقتفي الإعلام السعودي والإماراتي أثر الصحافة الصهيونيّة في الغرب. على طلاب كليّات الإعلام في العالم العربي إجراء أبحاث عن المضامين الصهيونيّة في الإعلام العربي خلال حرب غزة.
وكانت جريدة «الشرخ الأوسخ» (التي أسّسها الأمير سلمان) السبّاقة في خرق محاضير الإعلام العربي حول إسرائيل والصهيونيّة. إذ طبّعت قبل التطبيع وكانت تنافس «الحياة» (منافسة أمير لأمير) في الترويج للسلام مع إسرائيل. في هذه الحرب، كانت سمات التغطية الصهيونيّة في «الشرق الأوسط» واضحة:
1) وصف كل مجزرة يرتكبها العدوّ بـ «العمليّة العسكريّة» أو «الاشتباك» كي يبدو القتل الإسرائيلي مُبرّراً.
2) تبرير تدمير المستشفيات، وكانت الصفحة الأولى غداة تدمير مستشفى الشفاء قد حملت في العنوان «خبراً»: «قيادات القسّام تتحصّن فيه». حتى الصحافة الصهيونية في الغرب لم تحمل هذا الخبر لأنّ لا دليلَ أبداً عليه.
3) كان التناغم بين مضمون الجريدة وعناوينها (التي يحرّرها القواتي غسان شربل، والذي كان قد حرّرَ من قبل جريدة أمير سعودي آخر) وبين إعلانات الناطق العسكري الإسرائيلي واضحاً.
4) ضخّ الفتنة ضد حماس في الدول العربيّة واتهامها بمؤامرات في لبنان وأخيراً في الأردن. اتهمت الجريدة إيران بـ «رعاية» شعارات المتظاهرين في عمّان.
5) صفحات الرأي كانت نافرة. عناوين عن غزة حتى أنّك تخال أنّها ضد المجازر، ولكن المضمون يبدأ بجملة إدانة لإسرائيل ثم يكون الباقي ذمّاً بـ«حماس» وإيران و«حزب الله». كان ذلك يتكرّر يومياً.
6) اكتشفت الجريدة كم أنّها تحبّ «فتح»، مع أنّ السعودية نبذت الحركة بعد اجتياح الكويت وبات معلّقوها يذمّون ياسر عرفات باستمرار. لكن «حركة فتح» تحت قيادة محمود عبّاس باتت مرتجاة من قبل السعودية والإمارات.
7) الإفراط في تغطية الترفيه والرقص والفن، ليصبح حدث غزة أقلّ أهميّة. الاعتماد على مراسل الجريدة (العربي الصهيوني، نظير مجلّي) لنقل كل الأكاذيب والأباطيل الإسرائيليّة الرسميّة وإهمال نقل وجهة نظر الحزب و«حماس».
8) تغطية جبهة لبنان على أساس أنّ رميش وحدها تمثّل كل جنوب لبنان.